البر | التواب | المنتقم | العفو | الرؤوف |
مالك الملك | ذوالجلال والاكرام | المقسط | الجامع | الغني |
المغني | | | | |
البر
: البر فى اللغة بفتح الباء
هو فاعل
الخير والمحسن ، وبكسر الباء هو الإحسان
والتقوى
البر فى حقه تعالى هو فاعل البر والإحسان ، هو
الذى يحسن على السائلين بحسن عطائه،وينفضل على العابدين بجزيل جزائه ، لا يقطع تإحسان بسبب
العصيان ، وهو
الذى لا يصدر عنه القبيح ،
وكل فعله
مليح ، وهذا البر إما فى الدنيا أو فى الدين ،
فى الدين بالإيمان والطاعة أو بإعطاء الثواب على كل ذلك ، وأما فى الدنيا
فما قسم
من الصحة والقوة والجاه
والأولاد
والأنصار وما هو خارج عن الحصر
التواب
: التوبة لغويا
بمعنى الرجوع ، ويقال تاب
وأناب وآب ،
فمن تاب لخوف العقوبة فهو صاحب توبة ، ومن
تاب طمعا فى الثواب فهو صاحب إنابة ، ومن تاب مراعاة للأمر لا خوفا ولا
طمعا فهو
صاحب أوبة والتواب فى حق
الله تعالى
هو الذى يتوب على عبده ويوفقه اليها وييسرها له
، ومالم يتب الله على
العبد لا يتوب العبد ، فابتداء التوبة من الله
تعالى بالحق ،
وتمامها على العبد بالقبول ، فإن وقع العبد فى ذنب وعاد وتاب الى الله
رحب به ،
ومن
زل بعد ذلك وأعتذر عفى عنه
وغفر ، ،
ولا يزال العبد توابا ، ولا يزال الرب
غفارا
وحظ العبد من هذا الاسم أن
يقبل أعذار المخطئين أو المذنبين من رعاياه
وأصدقائه مرة بعد أخرى
المنتقم
:
النقمة هى العقوبة ،
والله المنتقم الذى يقسم ظهور الكغاة ويشدد العقوبة على
العصاة وذلك بعد الإنذار بعد التمكين والإمهال ، فإنه إذا عوجل بالعقوبة
لم يمعن
فى
المعصية فلم يستوجب غاية
النكال فى
العقوبة
والله يغضب فى حق خلقه بما لا يغضب
فى حق نفسه ، فينتقم لعباده بما لا ينتقم لنفسه فى خاص حقه ، فإنه إن
عرفت أنه
كريم
رحيم فأعرف أنه منتقم شديد
عظيم ، وعن
الفضل أنه قال : من خاف الله دله الخوف على
كل خير
العفو
: العفو له معنيان الأول :
هو المحو والإزالة ، و العفو فى حق الله تعالى
عبارة عن إزالة أثار الذنوب كلية فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين ، ولا
يطالبه
بها يوم القيامة وينسيها
من قلوبهم
كيلا يخجلوا عند تذكرها ويثبت مكان كل سيئة
حسنة
المعنى الثانى : هو الفضل ، أى هو الذى يعطى الكثير ، وفى الحديث : (
سلوا
الله العفو و العافية )
والعافية هنا
دفاع الله عن العبد ، والمعافاة أن يعافيك
الله من الناس ويعافيهم منك ، أى يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ، وبذلك صرف
أذاك عنهم
وأذاهم عن وحظ العبد من
الاسم أن يعفو
عمن أساء إليه أو ظلمه وأن يحسن الى من
أساء اليه
الرؤوف
: الرؤوف فى
اللغة هى الشديد الرحمة ، والرأفة هى هى نهاية الرحمة ، و الروؤف فى
أسماء الله
تعالى هو المتعطف على
المذنبين
بالتوبة ، وعلى أوليائه بالعصمة ، ومن رحمته بعباده
أن يصونهم عن موجبات عقوبته ، وإن عصمته عن الزلة أبلغ فى باب الرحمن من
غفرانه
المعصية ، وكم من عبد يرثى
له الخلق
بما به من الضر والفاقة وسوء الحال وهو فى
الحقيقة فى نعمة تغبطه عليها الملائكة
وقيل أن نبيا شكى الى الله تعالى الجوع
والعرى والقمل ، فأوحى الله تعالى اليه : أما تعرف ما فعلت بك ؟ سددت عنك
أبواب
الشرك . ومن رحمته تعالى
أن يصون
العبد عن ملاحظة الأغيار فلا يرفع العبد حوائجه
إلا إليه ، وقد قال رجل لبعض الصالحين ألك حاجة ؟ فقال : لا حاجة بى الى
من لا
يعلم
حاجتى . والفرق بين اسم
الروؤف
والرحيم أنه تعالى قدم الرؤوف على الرحيم والرأفة
على الرحمة . وحظ العبد من اسم الروؤف أن يكثر من ذكره حتى يصير عطوفا
على الخاص
والعام ذاكرا قول رسول
الله صلى الله
عليه وسلم :ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى
السماء , و من قطع رجاء من ارتجاه قطع الله رجاءه يوم القيامة فلن يلج
الجنة
مالك الملك
: من أسماء الله تعالى
الملك والمالك والمليك ، ومالك الملك والملكوت ، مالك الملك هو المتصرف
فى ملكه
كيف
يشاء ولا راد لحكمه ، ولا
معقب لأمره
، والوجو كله من جميع مراتبه مملكة واحدة
لمالك واحد هو الله تعالى ، هو الملك الحقيقى المتصرف بما شاء كيف شاء ،
إيجادا
وإعدتما ، إحياء وإماته ،
تعذيبا
وإثابة من غير مشارك ولا ممانع ، ومن أدب المؤمن
مع اسم مالك الملك أن يكثر من ذكره وبذلك يغنيه الله عن الناس
وروى عن سفيان بن
عينه قال: بين أنا أطوف بالبيت إذ رأيت رجلا وقع فى قلبى أنه من عباد
الله
المخلصين
فدنوت منه فقلت: هل تقول
شيئا ينفعنى
الله به؟ فلم يرد جوابا، ومشى فى طوافه، فلما
فرغ صلى خلف المقام ركعتين، ثم دخل اللحجر فجلس، فجلست اليه فقلت: هل
تقول شيئا
ينفعنى الله به؟ فقال: هل
تدرون ما
قال ربكم: أنا الحى الذى لا أموت هلموا أطيعونى
أجعلكم ملوكا لا تزولون، أنا الملك الذى إذا أردت شيئا قلت له كن فيكون
ذو الجلال والإكرام
: ذو الجلال والأكرام إسم من
أسماء الله الحسنى، هو الذى لا جلال ولا
كمال إلا
وهو له ، ولا كرامة ولا مكرومة إلا وهى صادرة منه ، فالجلال له فى ذاته
ةالكرامة
فائضة منه على خلقه، وفى
تقديم لفظ
الجلال على لفظ الإكرام سر ، وهو ان الجلال
إشارة الى التنزيه ، وأما الإكرام فإضافة ولابد فيها من المضافين ،
والإكرام قريب
من معنى الإنعام إلا أنه
أحص منه ،
لأنه ينعم على من لا يكرم ، ولا يكرم غلا من
ينعم عليه ، وقد قيل أن النبى صلى الله عليه وسلم كان مارا فى طريق إذ
رأة
إعرابيا
يقول : ( اللهم إنى أسألك
بإسمك
الأعظم العظيم ، الحنان المنان ، مالك الملك ، ذو
الجلال والإكرام ) ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم :( إنه دعى باسم الله
الذى
إذا
دعى به أجاب وإذا سئل به
أجاب ) ،
ومتى أكثر العبد من ذكره صار جليل القدر بين
العوالم ، ومن عرف جلال الله تواضع له وتذلل
المقسط
: اللغة تقول أقسط
الأنسان إذا عدل، وقسط إذا
جار وظلم ،
والمقسط فى حق الله تعالى هو العادل فى
الأحكام ، الذى ينتصف للمظلوم من الظالم، وكاله فى أن يضيف الى إرضاء
المظلوم
إرضاء
الظالم، وذلك غاية العدل
والإنصاف،
ولا يقدر عليه إلا الله تعالى، وقد روى عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فى الحديث بينما رسول الله جالس إذ ضحك
حتى بدت
ثناياه ، فقال عمر: بأبى
أنت وأمى
يارسول الله ما الذى أضحكك؟ قال: رجلان من أمتى
جثيا بين يدى رب العزة فقال أحدهما ( ياربى خذ مظلمتى من هذا ) فقال الله
عز وجل
:
رد على أخيك مظلمته، فقال (
ياربى لم
يبق من حسناتى شىء) فقال عز وجل للطالب: (كيف
تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شىء؟) فقال ( ياربى فليحمل عنى أوزارى ) ثم
فاضت
عينا
رسول الله بالبكاء، وقال: (
إن ذلك
ليوم عظيم يوم يحتاج الناس أن يحمل عنهم
أوزارهم) قال فيقول الله عز جل _ أى للمتظلم _ ( أرفع بصرك فانظر فى
الجنان )،
فقال
(ياربى أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب
مكللة بالؤلؤ ،لأى نبى هذا ؟ أو لأى صديق هذا؟ أو لأى شهيد هذا ؟ ) قال الله تعالى عز وجل ( لمن أعطى الثمن ) فقال
ياربى
ومن
يملك ذلك؟ قال :أنت تملكه،
فقال:
بماذا ياربى؟ فقال بعفوك عن أخيك، فقال: ياربى قد
عفوت عنه،قال عز وجل: خذ بيد أخيك فأدخله الجنة، ثم قال رسول الله صلى
الله عليه
وسلم ، أتقوا الله وأصلحوا
ذات بينكم
، فإن الله يعدل بين المؤمنين يوم
القيامة
الجامع
:
تقول اللغة
إن الجمع هو ضم الشىؤ بتقريب بعضه من بعض، ويوم الجمع هو يوم القيامة ،
لأن الله
يجمع فيه بين الأولين
والأخرين ، من
الأنس والجن ، وجميع أهل السماء والأرض ، وبين
كل عبد وعمله ، وبين الظالم والمظلوم ، وبين كل نبى وأمته ، وبين ثواب
أهل الطاعة
وعقاب أهل المعصية
الله الجامع لأنه جمع الكمالات كلها ذاتا ووصفا وفعلا ، والله
الجامع والمؤلف بين المتماثلات والمتباينات والمتضادات ، والمتماثلات مثل
جمعه
الخلق الكثير من الأنس على
ظهر الأرض
وحشره إياهم فى صعيد القيامة ، وأما
المتباينات فمثل جمعه بين السموات والأرض والكواكب ، والأرض والهواء
والبحار ،وكل
ذلك متباين الأشكال
والألوان والطعوم
والأوصاف ، وأما المتضادات فمثل جمعه بين
الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ، والله الجامع قلوب أوليائه الى
شهود
تقديره
ليتخلصوا من أسباب التفرقة
، ولينظروا
الى الحادثات بعين التقدير، إن كانت نعمة
علموا أن الله تعالى معطيها ، وإن كانت بلية علموا أنه كاشفها
الجامع من العباد
هو من كملت معرفته وحسنت سيرته ، هو من لا يطفىء نور معرفته نور ورعه ،
ومن جمع
بين
البصر والبصيرة
الغني
: تقول اللغة
أن الغنى ضد الفقر ، والغنى عدم الحاجة وليس ذلك إلا لله تعالى ، هو
المستغنى عن
كل
ما سواه ، المفتقر اليه كل
ما عداه ،
هو الغنى بذاته عن العالمين ، المتعالى عن
جميع الخلائق فى كل زمن وحين ، الغنى عن العباد ، والمتفضل على الكل بمحض
الوداد
المغني
: الله المغنى الذى يغنى من
يشاء غناه عمن سواه ، هو معطى الغنى لعباده ،
ومغنى عباده بعضهم عن بعض ، فالمخلوق لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف
يملك ذلك
لغيره، وهو المغنى
لأوليائه من كنوز
أنواره
وحظ العبد من الاسم أن التخلق بالغنى يناسبه إظهار الفاقة والفقر اليه تعالى دائما وأبدا ، والتخلق
بالمعنى أن
تحسن السخاء والبذل لعباد
الله تعالى