أين ستوجه الفتاة عاطفتها؟ هنا تظهر مريم، فهي فتاة ولديها عاطفة، فيبدأ أول ملمح لمريم سيدة نساء العالمين، فلديها عاطفة ولم تتزوج بعد، وليس هناك أطفال لتفرغ العاطفة في اتجاههم، فقالت سأفتح طريقا لهذه العاطفة ففعلت شيئين:
• الحب الشديد لله، لكي تفرغ هذه العاطفة في العبادة؛ كانت تصلي كثيرًا وتعبد الله كثيرًا وتحبه. هذه أول نقطة، حب الله: وهذه هي أفضل طريقة لتفريغ العاطفة، قومي بتجربة ذلك في رمضان، فهو فرصة للصلاة، والبكاء، والدعاء، واطلبي كل ما تتمنين من الزواج من شخص يسعدك ويحبك، تحدثي مع الله وتقربي منه.
• الشيء الثاني هو العمل الخيري: العمل التطوعي من مساعدة الأيتام، و الذهاب إلى ملاجيء، ومساعدة الضعفاء والأرامل. كان العمل الخيري عند مريم هو خدمة بيت المقدس، ومساعدة الناس وخدمة العُبّاد.
المطلوب من الفتيات الآن: أن تكوني مريمية، فأنت لديك ألف وحدة عاطفة، أنا خائف عليكِ أن تذهبي بها للطريق الخطأ، وأن تتحول العاطفة إلى شاب فتضيع عاطفتك ويضيعك. فأنتِ ألف وحدة، إن جُرحتِ مرة من شاب ستتألمين كثيرًا، وتُجرحين من آخر فتتألمين كثيرًا، ومن ثالث فتضيع العاطفة، وبعد الزواج تكون قد فُقدت منكِ بالفعل. لماذا لا تفعلي مثل مريم وتمشي في طريقها؟ حبي الله واعبديه كثيرًا، قلدي مريم في رمضان، ابحثي عن دور الأيتام واصرفي هذه الوحدات، يجب أن تصرفي وحدات العاطفة لديك. احذرن من العلاقات الخاطئة، احذري أن يضحك عليك شاب، لا تصرفي وحداتك لأي شاب، فالله يقول(...وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ...) (النساء:25) لا تقيمي علاقات صداقة مع الشباب، تزوجي، فإذا تأخر الزواج فرغي هذه العاطفة في الفقراء والمساكين، ابحثي عن المكان المناسب لتفرغيها، فرغيها في العبادة، لتكوني مثل مريم. وأنت أيها الشاب، حرام عليك أن تستغل فتاة لديها وحدات عاطفة زائدة، لا تظلم الفتاة وتجعلها تخون والديها.
كلمة للآباء والأمهات، وجهوا بناتكم للأعمال الخيرية، أنا أحزن عندما أجد فتاة من صناع الحياة تقول لي: أمي تمنعني من المشاركة في الأعمال الخيرية، لماذا؟ ستندمين أيتها الأم إذا ظلت ابنتك في المنزل في حالة من الفراغ الدائم، فأين ستفرغ وحداتها؟ لا تظني أنها هكذا في أمان، فأكثر بيئة يرعى فيها الشيطان هي الفراغ، فيجب أن تصرف وحدات العاطفة. اذهبي أيتها الفتاة وتعلمي مهارة، أو لغة، أو مارسي رياضة، أو اقرأي، أو اعملي، ولكن لا تستسلمي إلى الفراغ