mr.ahmed المدير العام
رقم العضوية : 1 mms : عدد الرسائل : 9014 الموقع : جروب الحب العمل/الترفيه : محاسب الهوايات : الكمبيوتر اعلام : المزاج : الهوية : تاريخ التسجيل : 28/07/2008 عدد المواضيع : 11591 السٌّمعَة : 38
| موضوع: وقل رب زدني علما 20th مايو 2012, 5:05 pm | |
|
الحمد لله الذي كرَّم الانسان بالعقل؟ وانارَهُ بالعلم؟ وانزل فاتحة القرآن؟ ثم استهلّه بكلمة إقرأ؟ نحمده سبحانه وتعالى ونستهديه ونستغفره؟ ونسالهُ علما نافعا مقترنا بالايمان بالله عز وجل؟ وبالقيم التي جاء بها الرسل عليهم الصلاة والسلام؟ لِيكونَ علما انسانيا نافعاً مفيدا{وقل ربِّ زِدْني علما}ربَّنَا زِدْنَا علماً واَلْحِقْنَا بالصالحين؟ ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير؟ اللهم لا سهلَ اِلَّا ما جعلْتَهُ سهلا وانت اذا شئت جعلت الحَزْنَ سهلاً يا رب العالمين؟ واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له جعلَ من ثمرات العلم الحكمة؟ والعلمُ جسمٌ قلبهُ الحكمة بدليل قوله تعالى{اَمْ لهم قلوبٌ لا يعقلون بها} واَمَّا رَاْسُ هذا الجسم فهو راس الحكمة ايضاً؟ وهو مخافةُ الله{كذلك اِنَّما يخشى اللهَ من عباده العلماء} التي تصعد من قلبٍ مؤمن اذا صَلَحَ بزيادة الايمان صَلُحَ جسدهُ كلُّه بالعمل الصالح؟ ثم تصعدُ الى لسانٍ يذكرُ الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم؟ ثم الى راْسٍ يفكِّر في ملكوت الله؟ ثم الى دماغٍ يعطي اشاراتٍ ايجابيةً لجميع اعضاء الجسم؟ حتى تستقيمَ على منهج الله سبحانه؟ واشهدُ اَنَّ محمداً عبدُ الله ورسوله؟ راَى مجالسَ متعدِّدة في مسجده؟ هذا يذكر؟ وهذا يتلو؟ وحلقةٌ تتعلم وتتفقه في الدين؟ فجلسَ فيها وقال [اِنَّما بعثت مُعلّماً؟ وليسَ من اُمَّتِي اِلَّا عالم او متعلم؟ اولئك منِّي وانا منهم] (وليس معنى ذلك انتقاصهُ عليه الصلاة والسلام من قَدْرِ الذاكرين اَوِ الذين يتلون كتاب الله لا؟ بدليل قوله تعالى{اِنَّ الذين يتلون كتاب الله واَقامُوا الصلاة يرجون تجارةً لن تبور} ولَكِنْ لا يستغرقُ ذلك الوقتَ كلّه؟ بل عليكَ اَنْ تتفقَّهَ في الآيات التي تقرؤها (وخاصة فقه التوحيد) واَنْ تفهمَ معناها والاحكامَ الشرعية الناتجة عنها؟ ولا تَكُنْ كالببَّغاء الذي يردِّدُ ويقول ما لا يفهمه من القرآن الكريم؟ ولا يَكُنْ همُّكَ محصوراً في كثرة ختم القرآن الكريم مرة او مرتين او ثلاث مرات في الشهر؟فوالله الذي لا اِلهَ غيره لو بَقِيتَ على آية واحدة دون اَنْ تتجاوزَها حتى تفهمَ معناها وتُطَبِّقَها اِنْ اَمْكَنَ فذلك خيرٌ من قراءتِكَ للقرآن عشراتِ المرات دونَ اَنْ تفهمَه) اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك على المعلم الاكبر نبيِّنا محمد رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله؟ وارْضَ اللهمَّ عن اصحابهِ الكرام وعن كلِّ من علَّم الناس خيراً اِلَى ان تَرِثَ الارضَ ومن عليها وسلم تسليما كثيرا يا ربَّ العالمين اَمَّا بعدُ عبادَ الله؟ ونحنُ مقبلون على العام الدراسي الجديد؟ نرى الغربَ المسيحي بعد تجارب مريرة و عناءٍ و عنادٍ طويل لِ{فطرة اللهِ التي فطرَ الناسَ عليها لا تبديلَ لخلقِ الله}يقولون عن الاختلاط بين الجنسين في المدارس اَنَّه يضرُّ بالتحصيل العلمي؟ والله تعالى اَراحَنَا من عنائِهم وتَعَنُّتِهم وعنادهِم؟ ونجَّانا من تجاربهِم الشيطانية التي لا تصل الى الحق اِلَّا بعد جلب الشقاء والتعاسة والدمار الى البشرية جميعا؟ فرسولُ الله صلى الله عليه وسلم اَرْشدَنَا الى ذلك بدليل احاديث كثيرة؟ وبدليل قولهِ تعالى عن امراتين قالتا لموسى عليه السلام قبلَ اَنْ يسقيَ لهما وهما تذودان{لانسقي حتى يَصْدُرَ الرِّعَاءُ(يعني ينصرفَ الرعاةُ عن السقيا وينتهوا لانهما لا تحبان الاختلاط ومزاحمة الرجال) وابونا شيخٌ كبير} وهذا اِنْ دلَّ على شيءٍ فَاِنَّما يدلُّ على اَنَّ دين الله تعالى الاسلامي سَيظْهِرهُ(ينصرهُ) على الدِّين(الباطل) كلّه رغماً عن انوفِهم؟ ولا يكونُ ظهورُ الدين بالامتداد الجغرافي فحسب؟ واِنَّما يكونُ برجوع الناس الى هذا النبع الصافي نبعِ الايمان والاسلام؟ نعم ايها الاخوة نحن بحاجة اِلَى تربيةٍ اسلامية على كلِّ المستويات؟ لِاَنَّ التربيةَ ملازمةٌ للانسان في كلِّ مراحلِ حياته؟ ولَكِنْ لكلِّ فترةٍ زمنيةٍ اسلوبٌ خاص؟ فيجب اَلَّا يكون هناك انفصامٌ بين البيتِ والمدرسة والشارع؟ واِلَّا عاشَ النَّشْىءُ في تمزُّقٍ فكري وحضاري؟ فالطفلُ الذي يسمع من ابويه شيئا؟ ثمَّ يذهب الى المدرسة فيسمعُ خلافَ ذلك شيئاً آخر؟لا يُمكِنُ اِلَّا اَنْ تتمَزَّقَ نفسيةُ هذا الطفل من حيرتهِ ولهفتهِ ليعرفَ أيُّ القولين هو اَصْوَبُ واَصَحّ؟ لِيُقَلَّدَ صاحبَهُ ويقتديَ به؟ ولذلك لابدَّ من الانسجام في التربية؟ ففي البيت على الاهل ان يُنَشِّؤُوا اطفالَهم على التَدَيُّنِ الاسلامي السلوكي قبل التدين القولي؟ حينما يرى الطفلُ في بيته منذ الصغر اَنَّ ابويه مُتَدَيِّنان؟ يصليان؟ لا يغتابان؟ لا يرفعان اصواتَهما لغير ضرورة؟ بعيدان عن الصخب والخلافات والخصومات؟ هدفُهما اِنْشَاءُ اُسْرَةٍ صالحة يَنْعَمُ في ظلالِها اُسَرُ المجتمع كلّه(وحتى غير المسلمين من اخواننا من المواطنين الآخرين؟ عندَهم قيمٌ؟ وبيننا وبينهم قواسمُ مشتركةٌ من الاخلاق؟ وهم يوافقوننا على عدم الكذب مثلا؟ او عدم السرقة؟ او عدم الخيانة؟الى آخر ما هنالك؟ لِاَنَّ الاَديانَ السماوية كلّها تنهى عن هذه الخطايا جميعِها؟ ولذلك يمكنُنا اَنْ نتوحَّدَ معهم نوعاً ما في الاخلاق دون العقيدة؟ وكلٌ منَّا حرٌّ بعقيدته ثمَّ اَمْرهُ الى الله سبحانه؟ ولَكِنْ ليسَ معنى ذلك اَلَّا يشرح اَوْ يبيِّنَ كلٌ منَّا عقيدتَهُ للآخر بدليل قوله تعالى{لا اكراه في الدين قد تبيَّنَ الرشدُ من الغي}ونستطيعُ التغلب على هذه الحساسيات بِاَنْ يُدْلِيَ كلُّ طرفٍ دلوَهُ في شرح عقيدته للآخر والتحاورِ معه بهدوءٍ تام بدليل قوله تعالى{ولا تجادلوا اَهلَ الكتاب الا بالتي هي اَحْسَنُ اِلَّا الذين ظلمُوا منهم}فلا نستطيعُ المجادلةَ مع الظالمين القتلة المجرمين الا بالسيف انتهاءً لا ابتداءً حتى ولو كانوا مسلمين بدليل قوله تعالى{فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى(أي ابتداءً مع قاتل الاطفال فرعون} واُحبُّ ايضاً اَنْ اُنَبِّهَ الى شيء هام جدا لا ينتبهُ اليه اكثرُ اخوانِنا من غير المسلمين؟ وهو مساَلةُ صكوكِ الغفران التي يعطيها القساوسةُ الى عابديهم؟ حتى يشجعوهم بالنتيجة على جميع الموبقات؟ طالما اَنَّ المشاكلَ محلولةٌ بمغفرة الخوري او غيره من آباء الكنيسة؟ فهذه ليست تربية مسيحية ناجحة ابدا في المجتمع الانساني بدليل قوله تعالى{لولا ينهاهم الربَّانيون(الذين يتخلّقون ببعضِ اخلاق الربوبية وصفاتها؟ فلا نستطيعُ مثلا ان نتخلّق بصفة الالوهية او الوحدانية وهي قوله تعالى لا اله الا هو) والاحبارُ(وهم علماء المسلمين واليهود والنصارى) عن قولِهم الاِثْمَ واَكْلِهمُ السُّحتَ لبئسَ ما كانوا يفعلون}وكيف سينهونهم اِذَا كانُوا هم انفسهُم متورطين الى اَذْقَانِهم بالمنكرات اِلَّا قليلا منهم بدليل قوله تعالى{يا ايها الذين آمنوا اِنَّ كثيراً من الاحبار والرهبان لياكلون اموال الناس بالباطل ويصدُّون عن سبيل الله؟ والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشِّرْهُم بعذاب اليم}) ولذلكَ فَاِنَّ سِنَّ المحاكاة اَوِ التقليد بالنسبةِ للطفل لهُ اَثَرُهُ العظيم؟ اِيَّاكَ اَنْ تقولَ لولدِكَ لا تَكْذِبْ؟ ثمَّ اِذَا رنَّ جرسُ الهاتف قلتَ لزوجتِكَ قولي لمن يتصل بي لستُ موجوداً؟فاِنَّكَ هنا تعلّم ولدَكَ الصِّدقَ بالكلمة دون اَنْ تعلّمَهُ الصدقَ بسلوكهِ من خلالِ سلوكِكَ وهو اهم؟ لِاَنَّ الطفل لا يمكنهُ اَنْ يفهمَ بحالٍ من الاحوال اِلَّا اَنَّ سلوككَ يُصَادِقُ على كلامِكَ اَوْ يُكَذّبُه؟ اِلَّا اذا اسْتَطَعْتَ اِقْنَاعَه بقولهِ تعالى{يا ايها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون كَبُرَ مَقْتَاً عندَ الله اَنْ تقولوا ما لا تفعلون}وقولهِ سبحانَهُ ايضا{اتامرون الناس بالبرِّ وتنسون انفسَكم وانتم تتلون الكتابَ افلا تعقلون}وقولهِ عز وجل ايضا{اذا جاءكَ المنافقون قالُوا نشهدُ اِنَّكَ لرسولُ الله والله يعلم اِنَّكَ لرسولهُ والله يشهد اِنَّ المنافقين لَكاذبون} واِلَّا فَاِنَّ الطفل ينطبعُ في نفسهِ اَنَّ القولَ شيء؟ والسلوكَ شيءٌ آخر؟ اَوْ اَنَّ القولَ غيرُ السلوك؟ ولذلك اخي فَاِنَّكَ ترى هذه المنغصات وهذا التباين والاختلاف والتضَادَّ بين القول وبين السلوك؟ مما يؤدِّي الى وقوع النَّشْىءِ في الحَيْرَة؟ فمن الضروري اِذاً اَنْ تُنْشِىءَ اولادكَ على التَدَيُّن (واُخاطبُ غيرَ المسلمين اَيضاً في هذه المشاركة)وهذا شيءٌ لابدَّ منه؟ لِيَعْلَمَ الجميعُ اَنَّ التَدَيُّنَ هو اساسُ صلاحِ المجتمع؟ واَنَّ الامتناعَ عن المفاسد لايكون اِلَّا بالتدين؟ لِاَنَّ التدين يوافقُ فطرةَ الانسان السليمة؟ فحينما تقول للنَّشْىءِ قال الله؟وقال رسولُ الله؟ وقال فلان وفلان من الصالحين والعلماء؟ فَاِنَّ ذلك ينطبعُ في نفسيَّةِ الطفل ايجاباً لا سلبا؟ لِاَنَّ التربية الدينية اَعَمُّ من التربية القومية او الوطنية؟ لِاَنَّها تشملُ كلَّ انواعِ هذه التربيات بدليل قوله تعالى {ونَزَّلْنَا الكتابَ تِبْيَانَاً لكلِّ شيء} فالذي يَتَرَبَّى دينيَّاً لا يمكنُ اَبَدَاً اَنْ يكونَ خائناً لوطنهِ او اُمَّتِه؟ لِاَنَّه يعلمُ اَنَّ الخيانةَ ليسَتْ من صفاتِ الايمان في شيء؟وكم نحن بحاجةٍ الى هذا الظل الوارف الذي نَتَفَيَّؤُ ظلالَهُ عن اليمينِ والشمائلِ؟ واَنْ نكونَ دائماً سُجَّدَاً للهِ؟ مطيعين له سبحانه ولرسوله؟ من اجلِ اَنْ نُنْقِذَ ونُخَلّصَ اَنْفُسَنَا؟ ثم نَنْزِعَ منها هذه المتاهات والخلافات والامور التي نَغَّصَتْ علينا حياتنا؟ فليسَ لنا الا الله؟ وليس لنا الا منهجُ الله؟ وليس لنا اِلَّا تاديبُ رسولِ الله عليه الصلاة والسلام وتربيتُه الانسانيةُ الحضارية؟ كيف لا وهو يقول [اَدَّبَنِي ربِّي فَاَحْسَنَ تَاْدِيبي] ليعلمَ الجميعُ ذلك ولْنَكُنْ على حذر من الفِتَنِ ما ظهر منها وما بطن؟ ولذلك فَاِنَّ الطفلَ سينتقلُ من البيتِ الى المدرسة؟ فيجب اَنْ يرى فيها واحةَ الامن؟ وواحة السلام؟ وواحة القيم التي تربِّي فيه الفضائلَ الانسانية؟ فالعلمُ وحدَهُ لا يكفي اذا لم يكن مقترناً بالايمان بالله عزَّ وجل؟ والعالمُ اليوم يعاني من شرِّ العلم لماذا؟ لِاَنَّه يَنْأَى بالعلم عن الايمان ويكفرُ بالايمان{ومن يكفرْ بالايمان فقد حَبِطَ عملُه(في الدنيا) وهو في الآخرة من الخاسرين}ولذلك سخَّروا هذا العلم في اضطهادِ الانسان؟ وفي الدَّوْسِ على كرامة الانسان؟ نعم سَخَّرَاَعداءُ اللهِ هذا العلم من اَجْلِ فسادهِم و استعلائِهم في الارض؟ ليعتديَ الكبيرُ على الصغير؟ والقوي على الضعيف؟ بَدَلَ ان يكون علماً ربَّانياً تسودُ فيه العدالة الانسانية والكرامة الآدمية؟ ولذلك لابدَّ من اعادة النظر في جميع مناهج التربية القديمة والحديثة على اساس الايمان؟ نعم اِنَّه الايمان ايها الاخوة اِلزَمُوهُ مقترناً بالعلم؟ وكما نقولُ دائماً عن اَوَّلِ آية نزلَتْ؟ اَنَّها لم تكن امراً بالصدقة؟ ولا الصيام؟ ولا الصلاة؟ ولا الحج؟ ولا الجهاد؟ واِنَّما كانَتْ اَمْرَاً بالقراءة؟ والقرآنُ اَمْرهُ عجيبٌ في ذلك حقا؟ وماهي بآخرِ عجائبهِ ومعجزاته؟ لِاَنَّ القراءةَ هي اَوَّلُ مدارجِ الحضارة الانسانية؟ وقد اَقْسَمَ اللهُ تعالى بادواتِها لاَهمِّيتِها البالغة القصوى بدليل قوله سبحانه{ن~ والقلمِ وما يَسْطُرُون} نعم اقسمَ سبحانَهُ بحرفٍ من حروف الهجاء؟ لِاَنَّكَ اخي اذا اَردْتَّ اَنْ تتكلَّمَ او تصيغَ جملة؟ والجملُ تتكوَّنُ من كلمات؟ والكلمةُ تتكوَّنُ من حروف؟ وهذه الحروف لا تخرج عن اطار الحروف الهجائية؟ فَاِذَا كان الله تعالى يقسم بحرف من حروف الهجاء؟ ويقسمُ بعد ذلك باداة الكتابة وهي القلم؟ ثم يقسم بالمكتوب الذي هو{ما يسطرون ما اَنتَ بنعمةِ ربِّكَ بمجنون} ونعمةُ الله هنا هي الرسالة المبنيَّةُ على العلم و التقدم العلمي والحضاري؟ هذه الرسالة التي اَنْزَلَهَا اللهُ تعالى؟ لِتكونَ عَلَمَاً هادياً للناس جميعا الى قيام الساعة؟ والقرآنُ لم يُمَيِّزْ بينَ العلم الشرعي والعلم الكوني؟ بل جعلَهما يندرجان معاً تحت خانةِ العلوم الشرعية الاسلامية؟ وفي سورة فاطر ذكرَ لنا القرآن الكريم كثيراً من العلوم الكونية(التي تحتاج الى مشاركة خاصة والآن المجال ضيِّق من اَجْلِ اَنْ نسردَها)ثمَّ بعد هذه العلوم الكونية قال سبحانه{كذلك اِنَّما يخشى اللهَ من عبادهِ العلماء} أي اَنَّ ثمرةَ العلم عند هؤلاء اَنَّهم يخشون الله عزَّ وجل؟ فَاِذَا انصرفَتْ اُمَّةُ محمد عن العلم الى الجهالة باءَتْ بالفشل الذَّريع؟ ولذلك كلَّما كَثُرَتِ الملاهي والمقاهي؟ كلما كانَ في ذلك طَعَنَات ونكباتٌ ومصائب كثيرة على اصحاب العلم والمعرفة واستثمارِ الوقت بما ينفع؟ لِاَنَّ الدينَ الاسلامي لم يَاْتِ ليخدِّرَ عقولَنَا بالخمر والميسر؟ واِنَّما جاءَنَا ليُوقِظَ مشاعرَنا وعقولَنا بالعلم الانساني الكوني والشرعي؟ فالذي يبحث في اسرار الكون؟ والذي يبحث في اسرار النصوص القرآنية والنبوية التي جاء بها من{لا ينطق عن الهوى اِنْ هو اِلَّا وحيٌ يُوحَى علَّمَهُ شديدُ القُوَى} هؤلاء الباحثون جميعا يعطون خدمةً عظيمة جليلة للانسانية والاسلام؟ لِاَنَّ ثَمَرَةَ العلم هي الخشية و الخوف من الله مع الرجاء اللذان ينتج عنهما مجتمعٌ انسانيٌ فاضلٌ؟ نعم اخي اَنْتَ اِذَا خِفْتَ من انسان ظالم مستبد فَاِنَّكَ تخاف منه ولا ترجو منه خيرا؟ واَمَّا حينما تخشى اللهَ فَاِنَّكَ ترجو من هذه الخشية مثوبةَ الله عز وجل؟ فَفَرْقٌ بين الخوف من الله والخوفِ من خلقِ الله عز وجل؟؟؟ نعم ايها الاخوة الكرام والآن سيدخلُ الاطفال الى المدرسة؟ ونحن نمرُّ بظروف تختلف عن سائر السنين؟ بسبب ما يحدث من احداثٍ اليمة لايجوزُ لنا ان نُغْمِضَ اَوْ نَغُضَّ الطّرفَ عنها ابدا؟ ولذلك فَاِنَّ هذا الطفل بحاجة الى اَنْ يُشْعِرَهُ معلمهُ ومربيه بالامن والامان؟ لِاَنَّ الاطفال الآن يخافون اكثرَ من أي وقت مضى لماذا؟ لِاَنَّهم ينظرون الى الفضائيات بكلِّ اشكالها والوانِها ثم ينظرون الى هؤلاء الارهابيين المندسِّين(سَمِّهم ما شئت) كيف ياْتُون بالناس ويعذّبونهم على مقاعد الدراسة(ولقد جاءَتْنَا شكاوى كثيرةً من اهالي الاطفال؟ وكيف اَنَّ الطفل يقول لابيه يا ابي كيف ساذهب الى المدرسة واجلس على المقاعد؟ سياْتي الاشرارُ ويرفسُونَني بارجلهم ويضربونني على راسي؟ شَلَّ الله ارجلَهم وقطعَها وجعلَهم عبرةً لمن يعتبركما قتلوا براءة الاطفال ان لم يتوبوا ويرجعوا الى الله)فيجبُ علينا ان نَنْزِعَ الخوفَ من قلوبِ هؤلاء الاطفال الابرياء؟ حتى يكونَ الطفلُ سليماً في مشاعره ومداركهِ وفي انسانيته؟ لِاَنَّ الطفولة امانةٌ في اعناقِنا جميعا على كلِّ المستويات والمراتب والمراكز؟ فيجبُ اَنْ نُرَبِّيها على عزَّةِ الاسلام وعلى كرامة الايمان والانسان؟ ليكونَ هذا الجيلُ جيلاً يخلفُنَا بالخير والامن والمحبة؟ وبنشرالحبِّ والسلام في هذا المجتمع الايماني الذي نصبو اليه؟ والحبُّ لا يكون الا بالمعاملة الحسنة؟ والتلميذ لايحبك ايها المعلم او المدرس؟ والسجين لا يحبُّكَ اَيُّها السجَّان الا اذا عَاملْتَهُ بحنان؟ احياناً نسمع من الطلاب كلاماً عجيبا؟ اَنَّ فلاناً من الطلاب يعذّبُ المعلم او العكس؟ سبحان الله هل العلاقة بين المعلم والتلميذ تقوم على التعذيب؟ قد يقول قائل بِالاَوَّل ( في الماضي) كانت التربية احسن؟ واقولُ بيننا وبينكَ شرعُ الله؟ كيف تكون التربيةُ احسن؟ هل تاتي بالطفل وهو ناعمُ الاعضاء والاَظْفَار وتجلدهُ بالفَلْقَة على رجليه عشرين تلاتين جلدة على رجليه ثم تقول هذا تاديب وهذه تربية؟ من قال لك اَنَّ هذا اسلوبٌ جيدٌ للتربية؟ اِنَّكَ بهذا تعلّم الاطفال على العنف دون اَنْ تشعر؟ لماذا اِذَاً نرى العنفَ في المجتمعات؟ لِاَنَّ التربية تحتاجُ الى مرونة(ترغيب وترهيب ولَكِنْ بما يناسبُ اعمارَ الاَطفال) ولِاَنَّ هناك ظالما ومظلوما؟ممَّا يؤدي الى حدوثِ العنف بعد ذلك؟ واَمَّا حينما تسود العدالة؟ ويسودُ الاَمنُ بين الناس؟ فلن ترى هذا العنف ابدا؟ لِاَنَّ هؤلاء{استقامُوا على الطريقة}على منهج الله سبحانه وتعالى الذي يواكب ويوافق الفطرة الانسانية السليمة؟ تراه يقول لولدهِ حينما يستيقظُ في الصباح الباكرقُمْ يا بابا ويا ماما واغْسِلْ وجهكَ؟ ولا يقول له اَبَدَاً توضَّاْ وصلِّ فرضَ الصبح وسنَّتهُ او سنَّةَ الضحى قبلَ اَنْ تذهبَ الى المدرسة؟ وعندَ المساء وبعدَ عودتهِ من المدرسة تراه يقول لولدهِ اِغْسِلْ رجليك قبلَ الذهاب الى النوم؟ ولا يقول له توضَّاْ من اجل ان تصلي صلاة العشاء وسنَّتَهُ وَوِتْرَه(اِيَّاكم ايها الاخوة ان تقولوا لماذا يفعلُ الله بنا؟ نحن نستحقُّ اكثر من ذلك؟ اَنْ يصبَّ الله علينا العذاب صبَّا؟بسبب هؤلاء الآباء المجرمين الذين لا ينظرون الى سببِ اجرامِهم في سورة المُدَّثّر)ويا ليتَهما يقولان له قم يا بُنَيَّ كما كان لقمان الحكيم يقول لابنه وهو يَعِظهُ ويربِّيه؟ ويا ليتَ الوَلَدَ يقول لوالديه يا اُمِّي يا اَبَتِ (ولاتسمعُ من التافهين المُخَنَّثِين المايعين اللئيمين الذين تنكَّرُوا للغتهم العربية المقدسة لغة القرآن الكريم؟ وكَاَنَّ آباءَهم فطمُوهم على الفرنسية والانكليزية؟ وهم يتباهون بقولهم بَابَّا؟ مَامَّا؟ والاَتْفَهُ من ذلك قولُهم بَابِّي؟ مَامِّي؟ اُونْكِلْ؟ طَانْط؟اوروفوار؟ بونجور؟ بونسوار؟ بونوي؟ وتراه يحمل ولده الصغير وهو يقول له وبكل وقاحة تجعلُني اشعر بالقرفِ والاشمئزازِ والغَثَيَان وانا اسمعُه؟ وبَدَلَ اَنْ يعلّمَهُ بقوله وَدِّعْ خالتك وقل سلام سلام؟ وهي خفيفةٌ جداً على اللسان؟ وهي تحيةُ الاسلام في الكونِ كلّه والجنان؟ اِذَا به يعلّمهُ على تحيَّة الشيطان؟ بابا بابا ودِّعْ خالَكَ وودِّعْ عمَّتكَ وقُلْ لهم باي باي هاي هاي ثم اذهب الى النّومَان؟ واقسم بالله العظيم اَنَّ امثال هؤلاء عارٌ على الاسلام واهله والقرآن )وتراهم حريصين كلَّ الحرص على ان يُلْغُوا؟ ثم يُمَيِّعُوا؟ ثم يُذِيبُوا شخصيَّتَهم الاسلامية في ثقافةِ غيرهم ولغاتِه؟ نعم اخي اذا كانَ ولدُكَ قد بلغَ سِنَّ السابعة؟ فاَنتَ مامورٌ من الله تعالى اَنْ تامرَه بالصلاة؟ والمعلمُ في المدرسة مامورٌ ايضا من الله سبحانه اَنْ يَاْمُرَهُ بها؟ واَنْ يُعَلّمَهُ اياها؟ اِذَا اَرَدْنَا اَنْ نُنْشِىءَ مجتمعا صالحا بعيدا عن المفاسد؟ ولا يمكنُ ابداً ان ياكلَ درهماً حراما؟ لِاَنَّه يعلمُ اَنَّ من يختلس الاموال او ياكل اموال الناس بالباطل فَاِنَّ مصيره الى نار جهنم؟ نعم قُمْ يا بُنَيَّ لِتُصَلّي؟ قومي يا بُنَيَّتِي وتَوَضَّئِي وصلي؟ وَعَلّمْهَا اخي ايضا اَدْعيةَ الخروج من المنزل؟ حتى تستانسَ بها وتَاْمَنَ من خوفها؟ نعم ايها الاخوة الكرام اِنَّنا بحاجة الى التربية الدائمة في البيت والمدرسة والشارع ايضا؟ اَنْ نُعَلّمَ النَّاسَ كيف يتعاملون بالامانة؟ وكيف يبتعدون عن الغش والخداع وعن التزوير؟ كيف يبتعدون عن الحقد والحسد وعن الضغائن كلها؟ اَنْ نُحَبِّبَ اليهم بيوتَ الله؟ واَنْ نُكَرِّهَ في انفسهم الملاهي والمقاهي التي تقتل الوقتَ والصِّحَّةَ بلا فائدة؟ بسبب التدخين والنارجيلة والمُعَسَّل؟ ولِاَنَّها تُشْغِلُهم عن ذكر الله وطلب العلم واِقَامةِ الصلاة وايتاء الزكاة؟ هل هناك انسانٌ عندَهُ ذرَّةٌ من الايمان والتوبة ونحن الآن نخطب الجمعة وهو قريبٌ من الجامع يلعبُ بالوَرَق(بالشدَّة او الضامَّا او الزَّهر) اَوْ يُدَخِّن؟ هل عندَ هؤلاء ذَرَّةٌ من الايمان اَو الذَّوق؟ معاذَ الله؟ وهم يسمعون المؤذّنَ بوضوح تام يصيح من فوق رؤوسهم حَيَّ على الصلاة؟ حيَّ على الفلاح؟ الله اكبر؟ نعم الله اَكْبَرُ من الضاما والشدَّةِ والزهر والخمر والميسر؟الله اكبر من كلِّ شيء؟ هل لعبُ الوَرَقِ عندكَ اَيُّها الاحمق اَكبرُ من الله؟ لماذا اِذَاً هذا الاستهتارُ بشعائر الله؟ والله تعالى جعلَ الهلاكَ والويلَ على{القاسيةِ قلوبُهم من ذكر الله}لِاَنَّ التربيةَ لم تكن سليمة ابدا لهؤلاء منذ الاساس عندما كانوا صغارا؟ اِنَّ الخشيةَ من الله مطلوبة؟ اِنَّ ربَّ الارباب؟ اِنَّ ملكَ الملوك؟ اِنَّ الواحدَ القهَّار يقول لك{يا اَيُّها الذين آمنوا اِذَا نُودِيَ للصلاة من يوم الجمعة فَاسْعَوْا الى ذكر الله وذرُوا البيع(والبيعُ مشروعٌ حلالٌ زَلَال؟ ومع ذلك فلايجوز اَنْ يُلهيَكَ عن ذكر الله ابدا؟ بل لا يجوز لِاَولادِكَ قُرَّةِ عينك وفلذةِ كبدِكَ اَنْ يُلهُوكَ عن ذكر الله؟ فما بالُك اِذَا كانَ ما يلهيك عن ذكر الله شيئاً غير مشروع كالخمر والميسر؟فَاِلَى أيِّ جحيم مع الشيطان نحن ذاهبون اِنْ لم نتُبْ الى الله سريعا) سبحانك يا رب؟ عفوَكَ ياالله؟ وعِزَّتِكَ وجَلاَلِكَ نحنُ لا نستحقُّ نسمةَ الهواء التي نتنفسُّهَا من فضلك ورحمتك؟ اِذَا كان البيعُ مُحَرَّمَاً عند صلاة الجمعة؟ فما بالُكَ باللعب والتدخين وغير ذلك؟ والمصيبةُ الكبرى اَنَّكَ حينما تنصحُهم بذلك يَزْعَلُونَ ويعتبون عليك؟ واَقولُ لهؤلاء لا باركَ الله برزقٍ يُلْهِي عن ذكرِه{واللهُ يرزقُ من يشاء بغير حساب}اِيَّاكَ اَنْ تعتقدَ اَنَّ رزقَكَ متوقفٌ على بيع السجائر والتنباك او فتح الملاهي والمقاهي اثناء خطبة الجمعة وصلاتها؟والا فَاِنَّكَ لاتُؤْمِنُ{اَنَّ الله على كلِّ شيء قدير}بل اِيمانُكَ محدود وكَاَنَّكَ تَتَّهمُ اللهَ بقدرةٍ محدودةٍ لا تستطيعُ اَنْ ترزقَكَ اِلِّا من خلال المقاهي والملاهي والمحرمات كالخمر والتدخين وغيره و تَاَكَّدَ ان الله سَيَمْحقُك لِاَنَّ{من يتَّقِ اللهَ يجعلْ له مخرجاً؟ ويرزقْهُ من حيث لا يحتسب؟ ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه( أي كافيه} سبحان الله؟ اَنتَ تاتي الى الجامع من اَجلِ اَنْ تَزْعَلَ مِمَّنْ ينصحُكَ ويرشدك ويوجهُكَ الوِّجْهَةَ الحسنة؟ لماذا تذهب الى الطبيب اِذاً؟ اليس من اجل ان يكشف لك عن مرضك ثم يصف لك العلاج المناسب بعد ان يعاتبك بقسوة على استهتارك بصحتك ودون ان تزعل منه بل ان خاطرك يطيب منه ومن كلامه؟ لماذا تتضايق اِذاً من خطيب الجمعة وقد جهَّزَ لك في الجامع خطبتين عظيمتين فيهما عيادتان طبيتان روحيتان نفسانيتان للنفوس كلها؟ فَمَنْ كَرِهَ بيوت الله فقد كره الله عز وجل بدليل الحديثِ التالي الذي ساَرويه لكم؟ وهو المجلسُ الذي انْعَقَدَ وتحلَّقَ الناسُ فيه حول النبي عليه الصلاة والسلام(اِسْتَمعُوا يا مَنْ تَدَّعون محبَّةَ الله ومحبة رسوله) جاءَ نفرٌ(اشخاص) ثلاثة الى مجلسهِ عليه الصلاة والسلام؟ فراَى احدهُم فُرْجَةً(فُسْحَة) في المجلس فجلسَ فيها؟ واَمَّا الثاني فقد ارادَ ان يخرجَ ولكنَّه نظرَ الى رسول الله فاستحيا وجلسَ وراءه؟ واَمَّا النفرُ الثالث فقد خرج من دون خجلٍ ولا حياء(ولكنَّه خرجَ من اجلِ ان يعملَ عملاً شرعياً حلالا؟ بدليل اَنَّه لم يكن حول مسجد رسول الله ملاهي او مقاهي ومع ذلك ومع هذا العمل الشرعي الحلال تابعوا معي ماذا حدث) قال عيه الصلاة والسلام الا اُنْبِئُكُمْ بالنَّفَرِ الثلاثة(اُخبرُكم عن خبرهِم وميزانِهم عند الله ) قالوا بلى يا رسول الله؟ قال اَمَّا الاول(الذي جلس في حلقة العلم)اَوَى الى الله فآواه الله( أي انه انضمَّ الى المجلس فضمَّهُ الله ؟ اُنْظُرْ اخي الى الاُمِّ كيف تضمُّ ولدهَا بحنان؟ فما بالُكَ اذا ضَمَّكَ اللهُ ضَمَّةً تليقُ بجلالهِ وعزَّتِه؟ اِنَّها ضَمَّةُ الحنان الالهي والرحمة لطالب العلم) واَمَّا الثاني (الذي جلس واستحيا) فاستحيا الله منه( من تعذيبهِ يوم القيامة استحياءً يليقُ بجلاله)انظر معي اخي الآن الى الذين يصلون الجماعات ولا يبالون بدروس العلم؟ يقول صلى الله عليه وسلم واَمَّا الثالث(وهو الذي خرج من اَجْلِ عملٍ شرعي ومع ذلك لم يَعْذُرْه الله ابداً بسبب انصرافهِ عن دروس العلم واستحق هذه العقوبة الخطيرة جدا) فَاَعْرضَ فاعرضَ الله عنه؟ وهذا هو الفرقُ بينَ من آواه الله بسبب اقبالهِ على دروس العلم؟ وبين من اَعرضَ اللهُ عنه بسببِ اعراضهِ عنها؟ واسْتَمِعْ معي اخي الى التهديد الخطير جدّاً لِمَنْ لا يحترمون العلماء ولا رسولَ الله حينما تركوه قائماً يخطبُ و لم يُبَالُوا بدروس العلم في قوله تعالى{ لا تجعلوا دُعَاءَ الرسولِ بينَكم كدعاءِ بعضكم بعضا؟ قد يعلمُ اللهُ الذين يتسلّلون منكم لِواذَا( أي هاربين من دروس العلم) فَلْيَحْذَرِ الذين يخالفون عن اَمرِه(وهو طلب العلم ولو في الصين) اَنْ تصيبَهم فتنةٌ{يقتلُ بعضُنا بعضاً بسبب الجهل) اَوْ يصيبَهم عذابٌ اليم{بسبب الجهل ايضاً والذي يؤدي بنا الى الانحراف عن التعاليم الاسلامية} لماذا نعيشُ دائماً اَيُّها الاخوة في غيبوبةٍ فكرية والقرآن يُتْلَى علينا(وهناك اذاعات خاصَّةٌ كثيرة للقرآن الكريم في الراديو؟ والتلفاز؟ وشرائط كاسيت؟ او سيدي؟ او دفدي؟ او كومبيوتر متعددة)لماذا لا يوقِظُ القرآنُ مشاعرَنا؟هناك اسبابٌ كثيرة ومنها اَنَّنا لم ننظرْ الى القرآن نظرةً جدِّيَّة؟ تراهُ ياتي الينا على عَجَلْ وهو متلهِّفٌ بقولهِ فلانٌ مسحور؟ كيف نفكُّ له السحرَ يا مولانا؟ فلانٌ مريض نريدُ اَنْ تعلمَنا الرقيا من اجله؟ نعم نحن نتفقُ معكم ولا ننكرُ ذلك؟ ولكنَّكم عطّلتم وظيفةَ القرآنِ العليا والاساسيةَ؟ وهو اَنْ يكونَ منهجاً كاملاً لحياةِ بشرية كاملةٍ تحلّلُ حلالَهُ وتحرِّمُ حرامه؟ لماذا القرآنُ كذلك لايؤثّر بنا مع وجود آيات مَقَارِع اَوْ قَوَارِع توقظُ الموتى؟ لاَنَّنا جَهلْنَا اللغة العربية؟ بعضُ الناسِ يظنُّ اَنَّ التَفَقُّهَ في اللغة العربية نافلةٌ من النوافل وليس واجبا من الواجبات ؟لا بل اِنَّه واجب؟ بل اِنَّه فرضُ عينٍ على كلِّ مسلم؟ لتفهمَ كتابَ الله؟ ولتفهمَ سنَّةَ رسول الله؟ولذلك لابُدَّ اَنْ تكونَ فقيهاً بلغتِكَ العربية التي كانت قبل الاسلام لغةَ قومك؟ ثمَّ صارت بعد الاسلام لغةَ دينِك؟ ولغةَ قرآنِك؟ فكيف يطاوعُكَ قلبُكَ اَنْ تجهلَها؟ ولذلك لا يتاَثَّرُ الناسُ وهم يستمعون الى القرآن وخاصَّة الآيات المكية؟ وكَاَنَّهم لا يستمعون الى شيء(وتراهم يدخنون بَدَلَ اَنْ يستمعوا في قاعات التعزية؟ وكاَنَّ القرآنَ مانَزَلَ اِلَّا من اجل القراءة على الاموات؟ واللهُ تعالى جعلَ القرآنَ واِنذَارَهُ للاحياء بدليلِ قوله تعالى{لِيُنْذِرَ من كانَ حيّاً}واَمَّا الاموات فليسوا بحاجة الى انذار ولا ينفعهُم في شيء؟ لِاَنَّهم اَفْضَوا اِلَى ما قدَّموا من عمل وتحقَّقَ فيهم النَّذير) وهذه الحادثة تكلَّمنا عنها كثيرا؟ وهي اَنَّ اعرابياً كان يركبُ ناقتَهُ فسمعَ اَعْرَابيّاً يقرا من سورة الحِجْر{فاصْدَعْ بما تُؤْمَرُ واَعْرِضْ عن المشركين} فسقطَ الاعرابيُّ مِنْ على ناقته خارّاً ساجداً على الارض؟ فقالَ له قُرَنَاءُ السوءِ هلْ صَبَاْتَ{يعني تركْتَ دينَ آبائِكَ واجدادِك) فقال لا واِنَّما سجدْتُّ لبلاغتِه(أي بلاغة القرآن) فَمَنْ مِنَّا الآن يسجدُ لبلاغةِ القرآن؟ لماذا؟ لِانَّنا نجهل لغتنا العربية؟ ولذلك حَدَثَ بُعدٌ كبير؟ وفجوةٌ اكبر؟ ومسافاتٌ اَبْعَدُ بيننا وبين فهم كتابِ ربِّنا سبحانه وتعالى؟ فيا اَيُّها الاخوة الكرام على كلِّ المستويات؟ كم نحن بحاجةٍ اِلَى هذه القِيَمِ حتَّى نغرسَها في النفوس ونبنيَ مجتمعاً انسانيّاً ايمانيّاً حضاريا؟ واِلَّا جَنَتْ على نفسِها وغيرها بَرَاقِش{وقل رب زدني علما} صدق الله العظيم؟ اَقولُ قولي هذا واستغفر الله لي ولكم؟ حمداً لله وصلاةً وسلاماً على رسول الله وعلى ازواجه و آله وصحبه ومن والاه؟ قالَ لي وهو قادمٌ اِلَى صلاةِ الفجراَنَّ جماعةً كانوا يتقامرون؟ ثمَّ بعد ذلك حصلَ بينهم خِنَاق(مشاكل)؟ ورفعُوا الكراسي والطاولات؟ وكسرُوا وحطَّموا وشتموا ربَّ العالمين والعياذ بالله؟ فقلتُ له لَوْ لم يحدثْ ذلك فكيف ستتحقَّقُ من خبر الله تعالى لَيطمئِنَّ قلبُكَ في قوله عزَّ وجل{اِنَّما يريدُ الشيطانُ اَنْ يُوقِعَ بينكم العداوةَ والبغضاءَ في الخمر والميسر ويَصُدَّكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل اَنتم منتهون} حرامٌ ثم حرامٌ علينا اَنْ نَمْلَاَ حوارينا وشوارعَنا بالملاهي؟ حرامٌ علينا وغيرُنا يَجُدُّ ويجتهد؟ ونحن نقتلُ الوقت؟ وكَاَنَّنا لا ننتمي الى هذا الدين ابدا؟ بل نشتمُ الله ولانجدُ من يحاسبُنا ولا من يحرِّكُ ساكناً او يغضبُ لله قِيدَ اَنْمُلَة؟ واَمَّا اِذَا شَتَمْنَا رئيساً او مسؤولا لِاَنَّهم يُكْرِهُونَنا على القول بربوبيتهِ وحدَهُ لا شريك له فيا غارةَ الله؟ وترى الاَرْجُلَ والاحذيةَ ترفُسُ على هذا الانسان بلا رحمة في السجون؟ وما كان ذنبهُ اِلَّا اَنَّه كانَ مؤمناً موحِّداً لله{يكفرُ بالطاغوت ويؤمنُ بالله وقد اسْتَمْسَكَ بالعُرْوَةِ الوُثْقَى لا انفصامَ لَهَا}فَاَينَ العدلُ في هذه الدنيا بعدَ كلِّ هذا؟ هل كثيرٌ علينا اَنْ يجعلَنا اللهُ ونحن يقتلُ بعضُنا بعضاً ظالمين ومظلومين؟ حتى يُحْرِقَ قلوبنا على هؤلاء الابرياء الذين يموتون بلا ذنب؟ لِاَنَّنا تَطَاولْنَا على البراءة الالهية وشتَمْنَاهَا؟ ثمَّ على براءةِ الانبياء والمرسلين والعلماء والابرياء وقَتَلْنَا منهم خلقا كثيرا؟ ثمَّ على براءة مريم البتول الطاهرة واُختِها عائشة ام المؤمنين وهما صِدِّيقَتان بِنْتَا صِدِّيقَيْن عِمرَانَ وابو بكر رضي الله عنهم جميعا؟ ثم تَطَاولْنَا على براءة الطفولة؟ فهل يستحق هؤلاء الابرياء ان يعيشوا بيننا مع هؤلاء الاشرار و بلا كرامة؟ وهل نستحقُّ نحن دَمْعَةَ الماء التي نشربها من فضل الله علينا ان لم نتب الى الله؟فيارب العالمين اللهم انك تعلم اَنِّي عاصيتُك؟ وكانَ من حقِّكَ عليَّ اَلَّا ادعوَك وقد عصيتُك؟ ولكنِّي اَعلمُ اَنَّه لا اله الا انت سبحانك اِنِّي كنتُ من الظالمين؟ فَلِمَنْ اَذْهَبُ يا ارحم الراحمين؟ وبِمَنْ اَستغيثُ يا غياثَ المستغيثين؟ ومَنْ ارجو يا املَ الراجين؟ وبِمَنْ اَحْتَمِي يا من تجيبُ دعوةَ المضطّرِّ اِذَا دعاه وتكشفُ السوء وتجعلُنا خلفاءَ الارض؟ واِلَى مَنْ اَلْجَاُ يا حيُّ يا قيُّوم يا عليُّ يا عظيم؟ يارب هل لنا ربٌ سواك؟ لا يا رب؟ اِذَاً مِمَّنْ نرجو الخيرَ اِنْ لم نرجوه منك يارب؟ يا رب هذا حالُنا لا يخفى عليك؟ يا رب احْقِنْ دماءَ المظلومين؟ واحْفَظْ اموالَهم واعراضَهم؟ يا ربَّ العالمين يا من انت ربنا وليس لنا من ملاذٍ سواك؟ هيِّىءْ لنا من امرنا رَشَدَا؟ واجعلْ معونتَكَ العظمى لنا سندا؟ وانصرِ الحقَّ واهلَه؟ واهْزِمِ الباطلَ وجندَه؟ وكُنْ مع عبادِكَ المظلومين المضطهدين يا ربَّ العدل؟ ويا رب المَرْحَمة؟ ويا ربَّ السلامة؟ سلّمنا في ديننا واهلينا وديارنا واموالنا وعقيدتِنا يا ربَّ العالمين؟ اِغْفِرِ لنا ولوالدينا واجدادِنا ومشايخنا ومن له حق علينا وللمشرفين على المنتديات والقائمين عليها ولكلِّ فاعل خير عباد الله{ اِنَّ الله يامرُ بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى( وهوبِرُّ الوَالدَيْن وصلةُ الارحام) وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي(ومنه عقوقُ الوالدين وقطيعةُ الرحم) يعظُكم لعلكم تذَكَّرون} وقبلَ اَنْ اختمَ هذه المشاركة؟ لابدَّ من التنبيه اَخِي اِلَى ضرورة التقيُّدِ بالمسجدِ الذي تصلّي فيه حتى ولو كانَ يُخَالِفُ مذهبَك؟ ولا تكن كما يُقَال تحتَ قاعدة(خَالِفْ تُعْرَف) فَاِذَا راَيْتَ اِمَامَهم اَوِ المصلين يتنفَّلون قبل صلاة الجمعة بسننِ الرواتب القبليَّة والبعديَّة فتنفَّلْ معهم؟ واَمَّا اِذَا راَيْتَ خِلافَ ذلكَ فَاجْلِسْ واسْتَمِعْ الى الخُطْبَة؟ لِاَنَّ هذا امرٌ فرعي؟ غير اصولي؟فيه خلافٌ بين الفقهاء؟ وطالما اَنَّ الاَمرَ خِلاَفِي فلا تُعَقِّدِ الامور؟ ولا تُضَيِّقْ على الناس حجَّتَهم؟ ولاتَكُنْ مَلْفَتَ انتباه؟ بل شارِكْ اِخوانَك؟ فالذي لا يصلي ثَبَتَ عندَهُ اَوْ ترجَّحَ اَنَّ الرسولَ الكريم كان لايصلي قبلَ الجمعة؟ والذي يصلي نافلة قبلَ الجُمُعَةِ تَرَجَّحَ عنده اَنَّ الرسولَ كان يصلي؟ فَوَافِقْ ولا تُخَالِفْ؟ ولَكِن ارجو منكم ايها الاخوة الكرام ان تنتبهوا جميعا الى ما ساقولهُ لكم؟ اذا كان خطيبُ الجمعة على المذهب الحنفي؟ وجاء شافعي ثم جلس ليستمعَ الى خطبة الجمعة؟ ثمَّ بَدَا له في الخطبة الاولى اَنْ يقومَ ليصلي؟ فهنا يحقُّ لخطيبِ الجمعة اَنْ يمنعَهُ من صلاةِ النافلةِ؟ لِاَنَّه كَمَنْ قَطَعَ صلاةَ الفرض من اجل ان يؤدي نافلة؟ والنافلةُ اضعف؟ والفرضُ اقوى؟ لِاَنَّ فرضَ الظهر اربعُ ركعات؟ تقومُ فيه خطبتا الجمعة مقامَ ركعتين؟ ثم يصلي الامامُ بعد انتهاءِ الخطبتين الركعتين الاُخْرَيَيْن؟ ولايجوزُ للشافعي اَوْ غيرهِ من المذاهب اَنْ يحتجَّ علينا في هذه الحالة بصلاة ركعتين خفيفتين؟ اللهمَّ اِلَّا اذا صلَّاهما بمجرَّدِ دخولهِ الى المسجد و قبلَ القعود والانصاتِ والاستماعِ لخطبتي الجمعة(واِلَّا فَاِنَّهما تقومان مقام اللغو؟ ومن لغا فلا جمعةَ له) فعندَ ذلك لايجوزُ للامام الحنفي ان يمنعَهُ من تاديتِهما؟ قد يقولُ قائل ماذا لو صلاهما عند انتهاء الخطبة الاولى وبداية الخطبة الثانية كما يفعل بعضُ الناس؟ والجواب على ذلك اَنَّه يحقُّ للامام الحنفي ايضاً ان يمنعَهُ من صلاة الركعتين(بقوله له اجلس يا اخي؟ ولا اُحبِّذُ للخطيب ان يقولَ له لا تصلِّ يا اخي) لِاَنَّ حُكْمَ الخطبة الثانية كحكمِ الخطبة الاولى؟ ولِاَهميَّةِ دروسِ العلم في خطبتي الجمعة؟ لِاَنَّ طلبَ العلم فرضٌ وهو افضلُ من صلاة الفجرِ او العشاءِ جماعةً عند الله؟ ومن المعلوم اَنَّ صلاةَ الجماعةِ فرضٌ عند بعضِ المذاهب؟ فهذا هوفرضُ(طلب العلم) افضلُ من فرضِ(صلاة الجماعة)؟ فما بالُكَ اذا كانَت نافلةَ ركعتين خفيفتين؟ بل اِنَّ طلبَ العلمِ افضلُ من حجِّ النافلة او عمرة النافلة(ولا اقول الفريضة) والله ورسوله اعلم؟ وآخرُ دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
__________________
| |
|