mr.ahmed المدير العام
رقم العضوية : 1 mms : عدد الرسائل : 9014 الموقع : جروب الحب العمل/الترفيه : محاسب الهوايات : الكمبيوتر اعلام : المزاج : الهوية : تاريخ التسجيل : 28/07/2008 عدد المواضيع : 11591 السٌّمعَة : 38
| موضوع: تفسير آية الكرسي 15th أبريل 2012, 6:36 am | |
|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألفٌ حرف ولامٌ حرف وميمٌ حرف) رواه الترمذي وقال حديثٌ حسنٌ صحيح.
وفي صحيح البخاري من حديث أُبي بن كعب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في آية الكرسي: (إنها سيدة آية القرآن) وذلك لما احتوت عليه من المعاني العظيمة التي فيها توحيد الله تبارك وتعالى وإثبات علم الله المحيط بكل شيء وأنه لا أحد سواه يحيط بكل شيءٍ علمًا وإثبات أن الله تعالى لا يعتريه عجز ولا سِنة أي نعاس ولا نوم.
وقد سئل بعض العارفين عن الخالق فقال للسائل: إن سألت عن ذاته فليس كمثله شيء وإن سألت عن صفاته فهو أحد صمد ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿3﴾وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ وإن سألت عن اسمه فـ ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ وإن سألت عن فعله فكل يومٍ هو في شأن أي أن الله يغير أحوال العباد بمشيئته الأزلية التي لا تتغير.
فما هي هذه المعاني العظيمة التي تحويها آية الكرسي ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ أي أنه لا شيء يستحق العبادة سوى الله والعبادة هنا هي نهاية التذلل لله أو بعبارة أخرى غاية الخشوع والخضوع لله تعالى يقول ربنا تبارك و تعالى: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25] ويقول أيضًا ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163] ووجود العالم دليلٌ على وجود الله فإنك إذا تأملت هذا العالم ببصرك لوجدته كالبيت المبني المعد فيه جميع ما يُحتاج إليه فالسماء مرفوعة كالسقف والأرض مبسوطة كالبساط والنجوم منضوضةٌ كالمصابيح وصنوف الدواب مسخرةٌ للراكب مستعملةٌ في المرافق.
﴿ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ وصف الله نفسه بأنه حي وحياة الله أزليةٌ لا بداية لها وأبديةٌ لا نهاية لها ليست حياةً مركبةً من روحٍ ودمٍ وجسد حياة الله ليست كحياة المخلوقات، ووصف نفسه بأنه قيوم أي أنه مستغن عن كل شيء وكل شيءٍ يحتاج إليه فالله لا ينتفع بطاعة الطائعين ولا يتضرر بمعصية العصاة وكفر الكافرين فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها ولن يضر الله شيء وما الله بظلامٍ للعبيد قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ فهذه العوالم بما فيها من ملائكةٍ وإنسٍ وجن لا تستغني عن الله طرفة عين وليس معنى القيوم كما يظن بعض الجاهلين أن الله قائمٌ فينا يحل في الأجساد تنزه الله عما يقول الكافرون.
﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ أي لا يصيبه نعاسٌ ولا نوم لأنه منزهٌ عن التطور والتغير والانفعال فالذي يوصف بالنعاس والنوم يوصف بالتعب والمرض والموت ومن كان كذلك لا يكون خالقًا بل يكون مخلوقًا.
﴿ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ أي أن الله مالك كل ما في السماوات والأرض من ذوي العقول كالملائكة والإنس والجن وغير ذوي العقول كالبهائم والجمادات فالله سبحانه وتعالى هو مالك الملك هو المالك الحقيقي لكل هذا العالم وهو الحاكم المطلق والآمر الناهي الذي لا أمر له ولا ناهي له.
﴿ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ أي لا أحد يشفع عند الله إلا إذا أذن الله له فيوم القيامة الملائكة يشفعون لبعض عصاة المسلمين وكذلك يشفع الأنبياء والشهداء والعلماء العاملون قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : (شفاعتي لإهل الكبائر من أمتي) رواه أبو داود وغيره، أما الكفار فلا يشفع لهم أحد بدلالة قوله تعالى: ﴿ ولَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ أي لا يشفع الشفعاء إلا لمن مات على الإيمان.
﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ أي أن أهل السماوات الملائكة وأهل الأرض جميعهم من إنسٍ ومن جنٍ لا يحيطون بشيءٍ من علم الله إلا بما شاء أي إلا بالقدر الذي علمهم الله تعالى إياه قال تعالى:﴿ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾.
ومعنى قوله تعالى ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ الكرسي هو جرمٌ عظيمٌ خلقه الله تعالى و هو تحت العرش بمثابة ما يضع راكب السرير قدمه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (ما السماوات السبع بجنب الكرسي إلا كحلقةٍ في أرضٍ فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة) و الفلاة هي الأرض البرية أي أن السماوات السبع بالنسبة إلى الكرسي كحلقة ملقاة في أرض برية و الكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقةٍ ملقاةٍ في أرض برية.
﴿ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ﴾ أي لا يُتعب الله حفظ السماوات والأرض لأن كل الأشياء هينةٌ على الله فكما أن خلق الذرة هينٌ على الله فخلق السماوات السبع والكرسي والعرش هينٌ على الله لا يصعب على الله شيء ولا يصيبه تعب وفي ذلك تكذيبٌ لليهود الذين قالوا إن الله تعب بعد خلق السماوات والأرض فاستلقى ليستريح يوم السبت و العياذ بالله تعالى فرد الله عليهم في القرءان بقوله ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ﴾ أي ما مسنا من تعب.
﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ أي أن الله عال القدر و ليس المقصود علو المكان لأن الله تعالى منزهٌ عن الجهة و المكان بل المقصود أنه أعلى من كل شيءٍ قدرًا وأقوى من كل قوي وأقدر من كل قادر.
ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في فضل آية الكرسي أنه قال يوماً لأحد الصحابة:" يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. فضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صدره وقال: (ليهنأك العلم أبا المنذر) و الحمد لله رب العالمين.
[/center] | |
|