بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله اليكم بعض من معجزات الرسول
القرآن الكريم:
لأنه كلام الله تعالى أوحاه إليه فدل ذلك على نبوته و صدقة في رسالته لأن
القرآن معجز بحروفه وكلماته وتراكيبه و معانيه وأخبار الغيوب التي وردت فيه
فكانت كما أخبر كما هو معجز بالأحكام الشرعية و القضايا العقلية التي لا
قبل للبشر بمثلها مع التحدي القائم إلى اليوم بأن يأتي الإنس والجن
متعاونين مثله قال تعالى: ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل
هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) من سورة الإسراء و
تحدى العرب أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان على أن يأتوا بعشر سور مثله فما
استطاعوا قال تعالى:
( قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) و تحداهم بسورة واحدة من مثله فقال: (
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله و ادعوا شهدائكم
من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) نفي لقدرتهم على
الإتيان بسورة مثل القرآن في مستقبل الأيام
و قد مضى حتى الآن أكثر من 1440سنة منذ نزول الوحى على الرسول سنة و لم يستطع الكافرون أن يأتوا بسورة من مثله.
انشقاق القمر:
روى أحمد والبخاري و مسلم في صحيحهما أن أهل مكة سألوا رسول الله أن يريهم
آية فأراهم القمر شقين ، قال مطعم: انشق القمر على عهد رسول الله فصار
فرقتين فرقة على هذا الجبل و فرقة على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمد،
وأنزل الله تعالى مصداق ذلك : ( اقتربت الساعة وانشقت القمر وإن يروا آية
يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر)
نزول المطر بدعائة :
لقد أمحلت البلاد و أصابها قحط شديد فدخل رجل المسجد و رسول الله قائم على
المنبر يخطب فاستقبل الرجل النبي وقال: يا رسول الله هلكت الأموال و انقطعت
السبل فادع الله لنا يغيثنا، فرفع الرسول يديه فقال: ( اللهم اسقنا اللهم
اسقنا اللهم اسقنا ) قال أنس: والله ما في السماء من سحاب ولا قرعة
و لا شيء وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل
الترس فلما الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت والله ما رأينا الشمس
ستا ثم دخل الرجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله قائم يخطب
فاستقبله الرجل وقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل ادع الله
يمسكها فرفع رسول الله يديه فقال: ( اللهم حوالبنا ولا علينا اللهم على
الآكام والجبال ومنابت الشجر ) قال أنس : فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس.
فهذه المعجزة هي نزول المطر بدعائه قد كررت مرات عديدة وهي معجزة سماوية كانشقاق القمر لا دخل لغير الله فيها وهي آية نبوته .
نبوع الماء بين أصابعه:
ومن معجزات الحبيب الدالة على نبوته وصدق رسالته نبوع الماء من بين أصابعه
الشريفة فقد قال أنس بن مالك : رأيت رسول الله وحانت صلاة العصر والتمس
الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله بوضوء فوضع رسول الله يده في ذلك
الإناء وأمر الناس أن يتوضأوا منه فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ
الناس حتى توضأوا من عند آخرهم قال قتاده قلت لأنس : كم كنتم؟ قال: زهاء
ثلاثمائة رجل.
فهذه معجزة ظاهرة إذ ليس في طوق البشر أن يأتوا بمثلها إذ لم تجر سنة الله
في الكون أن الماء ينبع من بين أصابع الإنسان مهما كان إلا أن تكون آية تدل
على صدق نبوة من ادعاها فقد كانت هذه آية على نبوته .
فيضان ماء بئر الحديبية:
ومن معجزاته أنه لما كان بالحديبية هو و أصحابه سنة ست من الهجرة وكان
الحديبية بئر ماء فنزحها أصحابه بالسقي منها حتى لم يبق فيها ما يملأ كأس
ماء وكانوا ألفاً وأربعمائة رجل ، وخافوا العطش فشكوا ذلك إليه فجاء فجلس
على حافة البئر فدعا بماء فجيء به إليه فتمضمض منه ، ومجّ ما تمضمض به في
البئر فما هي إلا لحظات ، وإذا البئر فيها الماء فأخذوا يسقون فسقوا وملأوا
أوانيهم وأدوات حمل الماء عندهم وهم كما تقدم ألف وأربعمائة رجل وهم أهل
بيعة الرضوان الذين م وأنزل فيهم قوله تعالى في سورة الفتح: ( لقد رضي الله
عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة
عليهم وأثبتهم فتحاً قريباً).
ففيضان الماء من بئر جافة لا ماء بها حتى سقي منها أهل معسكر بكامله لم يكن
إلا آية نبوية صادقة تنطق قائلة: أن صدقوا محمداً فيما جاءكم به ودعاكم
إليه فإنه رسول الله إليكم حقاًّ وصدقاً.
قدح لبن روى فئاماً من الناس ببركته :
روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن أبي هريرة القصة التالية: قال:
والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على
بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذين يخرجون منه فمرّ أبو بكر
فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ،
فمرّ عمر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم
يفعل ، فمر أبو القاسم فعرف ما في وجهي ، وما في نفسي فقال:
" أبا هريرة" قلت له : لبيك يا رسول الله فقال:
" الحق" واستأذنت فأذن لي فوجدت لبنًا في قدح ، قال: " من أين لكم هذا
اللبن؟" فقالوا: أهداه لنا فلان أو آل فلان قال: " أبا هرّ" ، قلت: لبيك يا
رسول الله ، قال: " انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي" قال- أي أبو هريرة –
وأهل الصفة أضياف الإسلام لم يأووا إلى أهل ، ولا مال ؛ إذا جاءت رسول الله
هدية أصاب منها وبعث إليهم منها ، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ، ولم
يصب منها ، قال أبو هريرة وأحزنني ذلك وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة
أتقوّى بها بقية يومي وليلتي ، وقلت: أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا
الذي أعطيهم ، وقلت: ما يبقى لي من هذا اللبن؟ ولم يكن من طاعة الله ورسوله
بدّ فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا واستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت
ثم قال: " يا أبا هريرة خذ فأعطهم" فأخذت القدح فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل
القدح فيشرب حتى يروى ، ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ودفعت إلى رسول
الله فاخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة ، ثم رفع رأسه ونظر إلي وابتسم
، وقال:" أبا هريرة" فقلت: لبيك رسول الله ، قال: " بقيت أنا وأنت" فقلت:
صدقت يا رسول الله قال:" فاقعد فاشرب" قال: فقعدت فشربت ، ثم قال لي:"
اشرب" فشربت فما زال يقول لي: اشرب فأشرب حتى قلت: لا ، والذي بعثك بالحق
ما أجد له فيّ مسلكًا ، قال:" ناولني القدح" فرددته إليه فشرب من الفضلة.
وهكذا تتجلى هذه المعجزة وهي آية النبوة المحمدية ؛ إذ قدح لبن لا يروي ولا
يشبع جماعة من الناس كلهم جياع بحال من الأحوال ، فكيف أرواهم وأشبعهم؟
إنها المعجزة النبوية! وآية أخرى للكمال المحمدي أن يكون هو آخر من يشرب من
ذلك القدح الذي شرب جماعة من الناس.
امتلاء عكة سمن بعد فراغها
روى الحافظ أبو يعلى عن أنس بن مالك خادم رسول الله أنه قال: كانت لأمي أم
سليم شاة فجمعت من سمنها في عكة فملأت العكة ثم بعثت بها ربيبة فقالت: يا
ربيبة أبلغي هذه العكة رسول الله يأتدم بها فانطلقت بها ربيبة حتى أتت رسول
الله فقالت: يا رسول الله هذه عكة سمن بعثت بها إليك أم سليم قال: "أفرغوا
لها عكتها "فأفرغت العكة
و دفعت إليها قالت: فانطلقت بها و جئت و أم سليم ليست في البيت فعلقت العكة
على وتد فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر فقالت: يا ربيبة أليس أمرتك
أن تنطلقي بها إلى رسول الله ؟ فقالت : بلى قد فعلت فإن لم تصدقيني
فانطلقي فسلي رسول الله فانطلقت و معها ربيبة فقالت يا رسول الله إني بعثت
معها إليك بعكة فيها سمن قال:" قد فعلت قد جاءت "قالت: والذي بعثك بالحق و
دين الحق إنها لممتلئة تقطر سمناً. قال أنس: فقال رسول الله : " يا أم سليم
أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه كلي و أطعمي". فجئت إلى البيت
فقسمت في قعب لنا و كذا
و كذا و تركت فيها ما ائتدمنا به شهرا أو شهرين.
فهذه إحدى المعجزات المحمدية إذ ليس مما جرت به سنة الله في الخلق أن يمتلئ الإناء بعد إفراغه
الطعام القليل يشبع العدد الكثير
روى البخاري عن أنس بن مالك قوله: قال أبوطلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول
الله ضعيفاً أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم فأخرجت أقراصاً من
شعير ثم أخرجت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني
ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله ، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله في المسجد
و معه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله : أرسلك أبو طلحة.؟ فقلت : نعم
قال: بطعام؟ قلت: نعم ، فقال رسول الله لمن معه: قوموا. فانطلق وانطلقت بين
أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول
الله والناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت: الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو
طلحة حتى لقي رسول الله عليه وسلم فأقبل رسول الله وأبو طلحة معه فقال رسول
الله : هلم يا أم سليم ما عندك. فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله ففت
وعصرت أم سليم عكة فآدمته ثم قال رسول الله ما ء أن يقول ثم قال: "ائذن
لعشرة فأذن لهم "فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال:
"ائذن لعشرة "فأكل القوم كلهم والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً.
أليست هذه من أعظم المعجزات؟ بل و ربي إنها لمن أعظم المعجزات إن أقراصا
عدة حملها غلام تحت ابطه يطعم منها ثمانون رجلا ويشبع كل واحد منهم شبعا لا
مزيد عليه ان لم تكن هذه معجزة فما هي المعجزات يا ترى؟
توفية دين جابر الذي استغرق
كل ماله:
روى البخاري رحمه الله تعالى في دلائل النبوة المحمدية قصة جابرفقال: حدثنا
أبو نعيم وساق السند إلى جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام فقال: إن أبي
توفى و عليه دين فأتيت النبي فقلت: إن أبي ترك دينا وليس عندي الا ما يخرج
نخلة ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه فانطلق معي لكيلا يفحش علي الغرماء
فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم آخر ثم جلس عليه قال: انزعوه فأوفاهم
الذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم. وهكذا بعد أن كان الدين قد استغرق كل التمر
ولسنين عدة أيضا وفي التمر الموجود كل الديون وبقي التمر في البيادر مثل ما
سددت به الديون الكثيرة وذلك ببركة وجود الرسول الله بين البيادر ودعائه
بالبركة فيها فباركها الله عزو جل فوفت الديون وزادت فكانت هذه آية النبوة و
معجزة ظاهرة .
انقياد الشجر له:
روى مسلم بسنده عن جابر بن عبدالله قال: سرنا مع النبي حتى نزلنا واديا
أفيح فذهب رسول الله يقضي حاجته فأتبعته بإداوة فيها ماء، فنظر فلم ير شيئا
يستتر به و إذ شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق إلى أحدهما فأخذ ببعض من
أغصانها وقال: انقادي علي بإذن الله. فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي
يصانع قائده حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لاءم بينهما أي جمعهما،
وقال: التئما علي بإذن الله . فالتأمتا قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يحس
بقربي منه فيبعد فجلست أحدث نفسي فحانت مني إلتفاتة فإذا أنا برسول الله
مقبل وإذا الشجرتان قد افترقتا وقامت كل واحدة منهما على ساق .
فهذه إحدى المعجزات الخارقة للعادة التي
لا تكون إلا لنبي من الأنبياء
تكثير الطعام:
إن معجزة تكثير الطعام والشراب قد تكررت فبلغت عشرات المرات وفي ظروف مختلفة
و مناسبات عديدة فقد قال أبو هريرة : كنا مع رسول الله في غزوة غزاها " وهي
غزوة تبوك " فأرمل فيها المسلمون و احتاجوا إلى الطعام فاستأذنوا رسول
الله في نحر إبلهم تحملهم و تبلغهم علوهم ينحرونها؟ ادع يا رسول الله
بغبرات الزاد فادع الله فيها بالبركة، قال: "أجل" ، فدعا بغبرات الزاد فجاء
الناس بما بقي معهم فجمعت ثم دعا الله فيها بالبركة و دعاهم بأوعيتهم
فملأوها و فضل كثير. فقال رسول الله عند ذلك: أشهد أن لا إله إلا الله و
أشهد أني عبدالله ورسوله ومن لقي الله عزوجل بها غير شاك دخل الجنة.
فهذه معجزة ظاهرة في تكثير الطعام القليل حتى أصبح كثيرا.
حنين الجذع شوقاً إليه:
فقد روى أحمد رحمه الله عن جابر بن عبدالله قال: كان رسول الله يخطب إلى
جذع نخلة فقالت امرأة من الأنصار وكان لها غلام نجار: يا رسول الله إن لي
غلاماً نجارًا أفآمره أن يتخذ لك منبرًا تخطب عليه؟ قال: "بلى"، فاتخذ له
منبرًا فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر فأنّ الجذع الذي كان يقوم عليه
كما يئنّ الصبي ، فقال النبي : " إن هذا بكى لما فقد من الذكر". وفي رواية
البخاري فصاحت النخلة " جذع النخلة" صياح الصبي ، ثم نزل فضمه إليه يئن
أنين الصبي الذي يسكن ، قال: " كانت تبكي "النخلة" على ما كانت تسمع من
الذكر عندها".
فحنين الجذع شوقا على سماع الذكر و تألما لفراق الحبيب الذي كان يخطب إليه
واقفا عليه وهو جماد لا روح له ولا عقل في ظاهر الأمر ، وحسب علم الناس
بالجمادات آية من أعظم الآيات الدالة على مثلها على نبوة الحبيب وصدق
رسالته وهي معجزة كبرى على مثلها امن البشر لعجزهم على الإتيان بمثلها.
تسبيح الحصى في يديه
وسلام الشجر عليه:
روى الحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله تعالى عن سويد بن يزيد السلمي قال:
سمعت أبا ذر الغفاري يقول: لا اذكر عثمان إلا بخير بعد شيء رايته، وبين ذلك
الخبر الذي رآه فقال: كنت رجلاً اتبع خلوات رسول الله ، فرايته يوما جالسا
وحده فاغتنمت خلوته فجئت حتى جلست إليه ، فجاء ابو بكر فسلم عليه ثم جلس
عن يمين رسول الله ، فجاء عمر فسلم و جلس عن يمين أبي بكر ، ثم جاء عثمان
فسلم ثم جلس عن يمين عمر، وبين يدي رسول الله سبع حصيات فأخذهن في كفه
فسبّحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النخل ثم وضعهن فخرسن أي ي\سكتن ، ثم
أخذهن فوضعهن في كف أبي بكر فسبحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النخل ، ثم
وضعهن فخرسن ، ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر فسبّحن حتى سمعت لهن حنينًا
كحنين النخل ، ثم وضعهن فخرسن ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبّحن حتى
سمعت لهن حنينًا كحنين النخل ، ثم وضعهن فخرسن. فقال النبي : " هذه خلافة
النبوّة".
فهذه المعجزة ذات شطرين الأول تسبيح الحصى في أيدي الراشدين والثاني الخلافة فعلاً قد انحصرت في الصديق والفاروق وذي النورين ،
ثم اضطربت.
سلام الحجر عليه:
فقد روى مسلم وأحمد بسنده عن جابر بن سمرة قال، قال رسول الله : " إني
لأعرف حجراً بمكة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث ، إني لأعرفه الآن".
فسلام الحجر وهو جماد أمر خارق للعادة ، معجز للبشر أن يأتوا بمثله ، فلذا هو آية النبوة المحمدية ومعجزة من معجزات الحبيب .
سجود البعير له وشكواه إليه:
روى النسائي وأحمد بسندهما عن أنس بن مالك : كان أهل بيت من الأنصار لهم
جمل يسنون عليه ، وانه استصعب عليهم فمنعهم ظهره ، وأن الأنصار جاءوا إلى
رسول الله فقالوا إنه كان لنا حمل نسني عليه ، وإنه استصعب علينا ومنعنا
ظهره وقد عطش الزرع والنخل ، فقال رسول الله لأصحابه: " قوموا" فقاموا فدخل
الحائط. والجمل في ناحية ، فمشى النبي نحوه، فقال الأنصار: انه صار مثل
الكلب، وإنا نخاف عليك صولته، فقال: " ليس عليّ منه بأس" ، فلما نظر الجمل
إلى رسول الله اقبل نحوه حتى خرّ ساجداً بين يديه، فاخذ رسول الله بناصيته
أذل ما كانت قص حتى أدخله في العمل. فقال له أصحابه: يا رسول الله هذه
بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن أحق أن نسجد لك، فقال:" لا يصلح لبشر أن يسجد
لبشر ، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأ أمرتالمرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه
عليها".
كما روى مسلم أن النبي دخل يوماً مع بعض أصحابه حائطا من حيطان الأنصار ،
فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه ، فمسح رسول الله سراته وذفراه فسكن ،
فقال : " من صاحب الجمل؟" فجاء فتى من الأنصار قال: هو لي يا رسول الله ،
فقال له :" أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكها الله لك إنه شكا إليّ
انك تجيعه وتدئبه"
أي تواصل العمل عليه بدون انقطاع.
أليست هذه آية من آيات النبوة ومعجزة من عظيم معجزاتها؟ بلى. ولذا كان
الكفر بنبوة محمد من أقبح الكفر وأسوأه، ولا يكون إلا من جهل كامل ، أو حسد
قاتل ، أو خوف فوات منافع مادية طائلة ، كما كان شان الجهال من الأمم
والشعوب وحسد اليهود ، وخوف رجال الكنيسة من زوال سلطانهم الروحي ، وما
يترتب عليه من فقدانهم المال والرئاسة الروحية على الشعوب المسيحية.
شهادة الذئب برسالته:
فقد روى أحمد رحمه الله تعالى في مسنده عن أبي سعيد الخدري قال: عدا الذئب
على شاة فأخذها ، فطلبها الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه فقال:
ألا تتقي الله، تنزع مني رزقًا ساقه الله إليّ؟! فقال: يا عجبي ذئب يكلمني
كلام الإنس! فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد بشر يخبر الناس
بأنباء ما قد سبق. قال: فاقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى
زاوية من زواياها ، ثم أتى رسول الله فاخبره. فأمر النبي فنودي: الصلاة
جامعة ، ثم خرج فقال للراعي :" اخبرهم" فاخبرهم، فقال رسول الله :" صدق
والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل
عذبة سوطه، وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده".
توقير الوحش له واحترامه:
فقد روى أحمد بسنده عن مجاهد قال: قالت عائشة ا: كان لآل رسول الله وحش
فإذا خرج رسول الله لعب واشتدّ وأقبل وأدبر ، فإذا أحس برسول الله قد دخل
ربض فلم يترمرم أس لم يتحرك ما دام رسول الله في البيت كراهية أن يؤذيه
بحركاته.
فكون الحيوان الوحشي يسكن فلا يتحرك مدة ما هو في البيت ، وإذا خرج لعب
فأقبل وأدبر كعادة الحيوان في ذلك آية من آيات النبوة المحمدية ومعجزة؛ إذ
مثل هذا لا يقع لغير النبي . وإن قال قائل: ان الانسان في إمكانه تربية
الحيوان على سلوك معين قلنا هناك فرق بين التربية وبين عدمها، فالرسول ما
كان ربّى هذا الحيوان ولا كان له به أدنى صلة، وإنما الحيوان ألهم احترام
النبي وتوقيره، فكان إذا أحس بدخول الرسول البيت سكن وربض وترك الترمرم،
وإذا خرج من البيت لعب فاقبل وأدبر حسب فطرته التي فطره الله تعالى عليها ،
فكان سلوكه الخاص آية من آيات النبوة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة
وأزكى التحية والتسليم.
احترام الأسد لمولاه:
فقد روى عبد الرزاق صاحب "المصنف" أن سفينة مولى رسول الله أخطأ الجيش بأرض
الروم ، أو أسر في أرض الروم، فانطلق هاربا يلتمس الجيش فإذا هو بأسد فقال
له: يا أبا الحارث "كنية الأسد" إني مولى رسول الله كان من أمري كيت وكيت
فأقبل الأسد يبصبصه حتى قام إلى جنبه لم يزل كذلك حتى أبلغه الجيش ، ثم
همهم ساعة ، قال: فرأيت أنه يودع ثم رجع عني وتركني.
فهذه وان كانت كرامة لسفينة مولى رسول الله ، فإنها معجزة نبوية؛ إذ الأسد
ألان جانبيه ورقّ لسفينة وماشاه حتى وصل به إلى الجيش بعد أن قال له يا أبا
الحارث إني فلان مولى رسول الله ، فكان ما فعله الأسد من احترام سفينة من
أجل رسول الله ، فلذا عدت هذه من المعجزات المحمدية.
نطق الغزالة ووفاؤها له:
فقد روى أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة قصة الغزالة هذه، فقال:
عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: مرّ النبي على قوم قد اصطادوا ظبية
فشدوها على عمود فسطاط، فقالت:
يا رسول الله إني أخذت ولي خشفان فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم ، فقال
النبيّ " أين صاحب هذه؟" فقال القوم: نحن يا رسول الله قال : " خلوا عنها
حتى تأتي خشفيها ترضعها وترجع إليكم" فقالوا: من لنا بذلك؟ قال: " أنا"
فأطلقوها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت إليهم ، فأوثقوها فمر بهم رسول الله
فقال: " أين صاحب هذه" فقالوا: هذا يا رسول الله، فقال: " تبيعونها؟"
فقالوا: هي لك يا رسول الله فقال:" فخلوا عنها" فأطلقوها فذهبت.
فنطق الغزالة ووفاؤها له آية من آيات النبوة المحمدية ومعجزة من معجزاته الموجبة للإيمان به وطاعته ومحبته .
خروج الجن من الصبي بدعائه :
فقد قال أحمد رحمه الله تعالى وساق سنده إلى ابن عباس قال: إن امرأة جاءت
بولدها إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله إن به لمما، وانه يأخذه عند
طعامنا فيفسد علينا طعامنا، قال: فمسح رسول الله صدره ودعا له فثعّ ثعّة
فخرج منه مثل الجرو الأسود يسعى.
شفاء الضرير بدعائه:
فقد روى أحمد بسنده عن عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضريراً أتى النبيّ فقال: يا رسول الله ادع الله أن يعافيني فقال:
" إن شئت أخّرت ذلك فهو أفضل لآخرتك ، وان شيئت دعوت لك" قال: لا ، بل ادع
الله لي، قال: فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين، وأن يدعو بهذا الدعاء: " اللهم
إني أسألك وأتـوجه إليك بنبيك محمد نبّي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك في
حاجتي هذه فتقضى، اللهم شفعه في" ففعل الرجل فبرأ.
شفاء علي بتفاله :
ففي الصحيح: قال في غزو خيبر:" لأعطين الراية غدا رجلاً يحب الله ورسوله
يفتح الله علي يده. فما أصبحوا نادى علياً فقالوا: مريض يا رسول الله يشكو
عينه، فقال: ائتوني به. فأتي به فنفث في عينه بقليل من ريقه فبرأ لتوه ولم
يمرض بعينه بعد ذلك قط.
ردّ عين قتادة بعد تدليها:
إذ في أحد أصيب قتادة بن النعمان في عينه حتى سقطت وتدلت على وجنته فردها بيده الشريفة فبرئت على الفور ، وكانت أحسن من قبل.
شفاء الصبي بفضل سؤره :
روى ابن أبي شيبة أن امرأة من خثعم أتت النبي بصبي به بلاء لا يتكلم ، فأتى
النبي فمضمض فاه، وغسل يديه، ثم أعطاها إياه وأمرها بسقيه ومسحه به، ففعلت
فبرئ الولد وعقل عقلاً يفضل له عقول الناس.
تحول جذل الحطب سيفاً:
لقد انكسر سيف عكاشة بن محصن يوم بدر فأعطاه النبي جذل الحطب فقال له:
"اضرب به" فانقلب في يده سيفاً صارمًا طويلاً ابيض شديد المتن، فقاتل به،
ثم لم يزل عنده يشهد به المواقف إلى أن استشهد عكاشة في قتال أهل الردة.
صدق إخباره بالغيب:
فقد روى أبو داود في أم ورقة بنت نوفل، أن رسول الله لما غزا بدراً قالت
له: يا رسول الله ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم لعل الله أن يرزقني
الشهادة فقال لها: " قري في بيتك فإن الله يرزقك الشهادة" فكانت تسمى
الشهيدة وكانت قد قرأت القرآن فاستأذنت النبي أن تتخذ في بيتها مؤذنا يؤذن
لها وكانت قد دبرت غلاما لها وجارية فقاما إليها بالليل فغماها في قطيعة
لها حتى ماتت و ذهبا فأصبح عمر فطلبهما فجئ بهما فصلبهما عمر فكان أو ل من
صلب بالمدينة.