mr.ahmed المدير العام
رقم العضوية : 1 mms : عدد الرسائل : 9014 الموقع : جروب الحب العمل/الترفيه : محاسب الهوايات : الكمبيوتر اعلام : المزاج : الهوية : تاريخ التسجيل : 28/07/2008 عدد المواضيع : 11591 السٌّمعَة : 38
| موضوع: شجرة اليقطين 17th يناير 2011, 9:59 pm | |
| شجرة اليقطين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
" وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ " : من المقطوع به أن الشجرة التي أنبتها ربنا ـ تبارك وتعالى ـ ليُظلل بها على عبده ونبيه يونس بن متَّى, ويستره بأوراقها الكبيرة, ويداويه من سقمه بما في أوراقها, وزهورها, وثمارها, وأغصانها, وسيقانها, وعصائرها من مركبات هي شجرة خاصة معجزة, أنبتها ربنا ـ تبارك وتعالى ـ بأمره الذي لايُرد, إلا أن الصياغة القرآنية " شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ " توحي بأن المقصود هو عموم اليقطين الذي نعرفه . وهنا يظهر التساؤل المنطقي : وماذا في اليقطينيات من علاج للحالات المماثلة للحالة التي مر بها نبي الله يونس ـ عليه السلام ـ بعد أن التقمه الحوت ولفظه بالعراء وهو سقيم ـ أي مريض منهك القوى ؟ وقد حاول الأخ الكريم الدكتور كمال فضل الخليفة ـ الأستاذ المشارك لعلم النبات بجامعة الخرطوم ـ الإجابة عن هذا السؤال في رسالتين جامعيتين تمتا تحت إشرافه للحصول على درجة الماجستير في العلوم, وأعد موجزاً عن نتائجهما في مقال بعنوان " اليقطينيات وقاية وعلاج وغذاء " نشره في العدد الرابع عشر من مجلة الإعجاز العلمي الصادر بتاريخ الأول من ذي القعدة سنة1423 هـ . وفي هذا المقال ذكر الباحث أنه اختار أربعاً من اليقطينيات المشهورة في البلاد العربية، وهي (قرع الأواني, والقرع العسلي, والعجُّور, والحنظل), وقام بزراعتها وتعهدها حتى أثمرت, وجنى ثمارها, وفي هذه المراحل المختلفة قام بتحضير مستخلصات من مختلف أجزاء هذه النباتات الأربع مستخدماً كلاً من الماء, والكحول الميثانولي, والكلوروفورم في كل حالة, وتم له اختبار تلك المستخلصات ضد أربعة أنواع مختلفة من البكتيريا، فأظهرت جميعها فعالية واضحة في مقاومتها مع اختلاف درجة تلك المقاومة باختلاف نوع النبات, واختلاف الأجزاء المختارة منه, والسائل المستخدم في عملية تجهيز المستخلصات, ونوع البكتريا . وكانت أعلى درجات المقاومة من المستخلصات المستمدة من الزهور بصفة عامة, ومن زهور وثمار الحنظل بصفة خاصة, ثم من أوراق القرع العسلي, وكان الكحول الميثانولي أفضل سوائل الاستخلاص . كذلك أثبت الباحث الأثر الواضح لليقطينيات الأربع المدروسة في مقاومة وطرد بعض الحشرات، مثل الذبابة المنزلية, وآفات المخازن, وفي الوقاية من الأمراض التي يمكن لهذه الحشرات أن تنقلها . وقد ثبت أن هذه المقدرة على مقاومة الحشرات مردها إلى وجود العديد من المركبات الكيميائية المهمة التي لها تأثير وقائي وطبي واضح في مقاومة وعلاج العديد من الالتهابات الجلدية وتقرحاتها والأمراض التي يمكن أن تنتج عن ذلك، وقد ثبت بالفعل أن هذه المركبات الكيميائية لها تأثيراتها الفاعلة في علاج عدد من أمراض الجهازين الهضمي والبولي, وفي مقاومة بعض الأمراض السرطانية ـ عافانا الله جميعاً منها ـ هذا بالاضافة إلى القيمة الغذائية العالية لثمار اليقطينيات المأكولة، والقيمة الطبية للثمار التي لا تؤكل مثل ثمار الحنظل . وهنا تتضح روعة الإشارة القرآنية المبهرة في قول الحق ـ تبارك وتعالى ـ : " وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ " (الصافات:146) ، خاصة إذا أدركنا أن القرآن الكريم قد أُنزل منذ أكثر من ألف وأربعمائة من السنين على نبي أمي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين . فمثل هذه الومضات النورانية في كتاب الله أنزلها ربنا ـ تبارك وتعالى ـ شاهدة له ـ سبحانه وتعالى ـ بطلاقة القدرة على الخلق, وعلى البعث, ومؤكدة ألوهيته, وربوبيته, ووحدانيته, وشاهدة للقرآن الكريم بأنه لايمكن أن يكون صناعة بشرية, بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه على خاتم أنبيائه ورسله, وتعهد بحفظه بنفس لغة وحيه ـ اللغة العربية ـ فبقي محفوظاً بحفظ الله كلمة كلمة, وحرفاً حرفًا على مدى يزيد على أربعة عشر قرناً، وإلى أن يرث الله ـ تعالى ـ الأرض ومن عليها . وتبقى هذه الإشارات العلمية في كتاب الله حجة على أهل عصرنا وشاهدة لسيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنبوة وبالرسالة, وبأنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كان موصولاً بالوحي, ومعلَّماً من قبل خالق السماوات والأرض .
فالحمد لله على نعمة الإسلام, والحمد لله على نعمة القرآن, والحمد لله على بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أرسله الله رحمة للعالمين, فصلِّ اللهم وسلم وبارك عليه, وعلى آله وصحبه, ومن تبع هداه, ودعا بدعوته إلى يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .
************
| |
|