mr.ahmed المدير العام
رقم العضوية : 1 mms : عدد الرسائل : 9014 الموقع : جروب الحب العمل/الترفيه : محاسب الهوايات : الكمبيوتر اعلام : المزاج : الهوية : تاريخ التسجيل : 28/07/2008 عدد المواضيع : 11591 السٌّمعَة : 38
| موضوع: شجرة اللّزّاب 17th يناير 2011, 9:27 pm | |
| شجرة اللّزّاب... تعاند أعتى الرياح وطولها بين عشرين متراً
يحتضن وادي الرسائل في جبال القلمون أكبر أحراش اللزاب في العالم الشجرة التي أصبحت من الأنواع النادرة ويصل عمر بعضها إلى أكثر من ألف عام ويجهل أغلبية الناس الأهمية البيئية لهذه الشجرة المعمرة،
إذ يعد اللزاب JUNIPERUS EXCElSA نوعاً دائم الخضرة وتتبع هذه الشجرة لجنس العرعر ويضم هذا الجنس أكثر من40 نوعاً موزعة كلها في نصف الكرة الشمالي، كما يتبع بدوره هذا الجنس للفصيلة السروية CUPRESSCEAE. عمليات الاحتطاب تتواجد هذه الشجرة على ارتفاعات عالية بين (2000-2600م ) عن سطح البحر، وحسب المراجع والكتب القديمة فإن غابات واسعة النطاق غطت جبال القلمون في الماضي وبخاصة نوع اللزاب والذي كان العنصر السائد في الغابة(كتاب معجم البلدان)، قلمون تعني الجبل الأخضر وحالياً تتواجد هذه الشجرة في حيز ضيق جداً في منطقة القبو بقرية قارة وحتى حدود أراضي قرية رأس المعرة ( يبرود ) جنوباً وبأعداد محدودة، حيث إن عمليات الاحتطاب قديماً أدت إلى تناقص في مساحة هذه الغابات وأصبحت الآن من الأشجار النادرة والمهددة بالانقراض. لا تتأثر بالظروف السيئة يصل طول الشجرة حتى 20 م، الأوراق حرشفية ونمو الشجرة بطيء جداً، وبذور الشجرة تعيش على مختلف أنواع الترب فهي تدخل في طور سكون قد يصل إلى ثلاث سنوات، الثمرة عنبة كروية تصبح سوداء اللون عند نضجها وتحوي بداخلها عدة بذور، الخشب لونه أبيض محمر خفيف الوزن ذو رائحة ذكية سهل الشغل والنحت عليه، استخدمت جذوع الأشجار سابقاً في البناء، أعمدة تتوسط أسقف الغرف الطينية القديمة، هذه الأخشاب مقاومة جداً للحشرات والآفات ولا تتأثر بالظروف المناخية السيئة. تحتوي أوراقها على رائحة ذكية جداً، حيث إن الفحوم الهيدروجينية العطرية تشكل مركباً أساسياً في بنيتها الكيميائية فهي سهلة الاشتعال (عود ثقاب بجانب شجرة عمرها آلاف السنين يقضي عليها خلال دقائق معدودة ). مصنع كيميائي طبيعي وما يميزها أن الفحوم الهيدروجينية فيها غير مشبعة، فاتحاد ذرة الكربون مع الهيدورجين لتشكل نواة البنزين وتدخل في سلسلة النباتات العطرية، كما أنها تفرز كميات كبيرة من الأوكسجين والأوزون تصل إلى حوالي 50 طناً سنويا للشجرة الواحدة وتمتص في المقابل كميات كبيرة من الغازات الأخرى الضارة مثل ثاني أوكسيد الكربون وأول أوكسيد الكربون، إضافة إلى تسهيلها لتغذية باطن الأرض بالمياه ولهذا نقول: إن هذه الشجرة تعتبر مصنعاً كيميائياً طبيعياً وضعه الله سبحانه تعالى في الأرض للحفاظ على الغلاف الجوي.والأمر الغريب الذي تختص به هذه الشجرة أنها لا تنمو ولا تنتج شجرة أخرى إذا لم تمر على الجهاز الهضمي لأنواع محددة من الطيور منها (أبو الحن، الفري، السنونو). مجهولة الأسرار هذه الشجرة مجهولة الأسرار وغير مكشوفة ولم تلق الاهتمام المناسب حتى تاريخه، فتذكر المراجع القديمة أن الزيت المستخرج منها كان عنصراً مهماً في عملية التحنيط التي كان الفراعنة يقومون بها للحفاظ على جثث موتاهم وهناك مراجع تؤكد أن أوراق هذه الشجرة لها استخدام طبي يعجز الطب عن معالجته، وخاصة في الأورام السرطانية الخبيثة وخاصة الحديثة من جانب جذع النبات كما يتم استخدامها في عملية توسيع الشرايين القلبية. وماتتعرض له هذه الأشجار ومنذ سنوات طويلة إلى عملية إبادة جماعية تهددها بالانقراض، علماً أنه في سورية قدرت مساحة تجمع اللزاب الممتدة في سورية بحوالي ثمانين ألف هكتار بدءاً من سهول حمص شمالاً إلى قمة جبل الشيخ جنوباً على طول جبال لبنان الشرقية، والدراسات الأخيرة تشير إلى أن مساحة انتشاره في محافظة ريف دمشق تقدر بحوالي عشرة آلاف هكتار بكثافة 3.2 إلى 30 شجرة بالهكتار. عمرها آلاف السنين إن هذه الشجرة لو قمنا بتقدير عمرها حسب مكان انتشارها الحالي يعجز الرقم الدقيق أن يقيم عمرها الحقيقي، فنبتته صغيرة ومنها يصل ارتفاعها حوالي متر واحد يقدر عمرها بمئة عام، فكيف يمكننا أن نقدر عمر شجرة يصل محيط جذعها إلى ثلاثة أمتار وارتفاعها حوالي ستة أمتار وتفرعها حوالي ثمانية أمتار؟. ما يميز هذه الشجرة أنها دائمة الخضرة وتتواجد في مناطق جبلية عالية جداً، شتاؤها بارد تغطيه الثلوج وبسماكات عالية وقد تصل أخفض درجة حرارة في هذه الموقع إلى (-40 ) درجة تحت الصفر. محاولات لإكثار البذور وهناك محاولات جادة لإكثار البذور من قبل وزارة الزراعة في سورية، حيث قام الأستاذ المهندس علي سعادات مدير زراعة في ريف دمشق بدراسة لنيل شهادة الماجستير عن اللزاب ولكون مديرية زراعة ريف دمشق تقوم بإنبات جذور هذه الشجرة في مشتلها الوحيد في ميسلون، فعملت هذه الدراسة على دراسة تأثير بعض المعاملات الكيميائية في رفع نسبة إنبات البذور من 2% إلى 17%. فهل سنولي هذه الشجرة اهتمامنا كي تعيد الخضرة إلى قمم جبالنا الجرداء أم سننتظر انقراضها؟ إعجاز وما يميز هذه الشجرة أيضاً أنها لا ترقد على تربة زراعية وانما تجد جذعها يخرج من الصخور ولا تتواجد إلا على الطبقات الصخرية، فأين تمتد جذورها وكيف تنمو وتتأقلم مع هذه الظروف. هذه الشجرة تحتاج وبدقة متناهية إلى الرعاية الكاملة والاهتمام والبحث العلمي للكشف عن بعض من أسرارها والتي لا تزال غامضة ومجهولة. يخرج منها مادة صمغية تتغذى منها خلايا النحل الموجودة في تلك المنطقة لتنتج عسل اللزاب المشهور الذي يعد من أجود أنواع العسل في العالم، وبالتدقيق في تفرعات أغصانها وبين مفاصل الاوراق تشاهد أنها تشبه حبات القطر الصغيرة الحجم والتي لا تذوب بسهولة ولها رائحة جميلة جداً.
منقول | |
|