mr.ahmed المدير العام
رقم العضوية : 1 mms : عدد الرسائل : 9014 الموقع : جروب الحب العمل/الترفيه : محاسب الهوايات : الكمبيوتر اعلام : المزاج : الهوية : تاريخ التسجيل : 28/07/2008 عدد المواضيع : 11591 السٌّمعَة : 38
| موضوع: النحل وعجائب صنع الله 16th يناير 2011, 6:42 pm | |
|
ويحدثناابن القيم (1) رحمه الله تعالى عن بدائع صنع الله في خلقه ، مبيناً هدايةالله للنحل في أمور معاشه : " وأمر النحل في هدايتها من أعجب العجب وذلكأن لها أميراً ومدبراً ، وهو اليعسوب ، وهو أكبر جسماً من جميع النحل ،وأحسن لوناً وشكلاً .وإناث النحل تلد في إقبال الربيع (2) ، وأكثر أولادهايكنّ إناثاً ، وإذا وقع فيها ذكر لم تدعه بينها ، بل إما أن تطرده ، وإماأن تقتله ، إلا طائفة يسيرة منها ، وذلك أن الذكور منها لا تعمل شيئاً ولاتكسب . والنحلتقسم فرقاً ، فمنها فرقة تلزم الملك ، ولا تفارقه ، ومنها فرقة تهيئ الشمعوتصنعه ، والشمع هو ثفل العسل ، وفيه حلاوة كحلاوة التين ، وللنحل فيهعناية شديدة فوق عنايتها بالعسل ، فينظفه النحل ، ويصفيه ، ويخلصه ممايخالطه من أبوالها وغيرها ، وفرقة تبني البيوت ، وفرقة تسقي الماء ,وتحمله على متونها ، وفرقة تكنس الخلايا وتنظفها من الأوساخ والجيف والزبل، وإذا رأت بينها نحلة مهينة بطالة قطعتها وقتلتها حتى لا تفسد عليهن بقيةالعمال ، وتعديهن ببطالتها ومهانتها . وأولما يبنى في الخلية مقعد الملكة وبيتها ، فيُبنى لها بيت مربع يشبه السريروالتخت ، فتجلس عليه ، ويستدير حوله طائفة من النحل يشبه الأمراء ، والخدموالخواص ، لا يفارقنه ، ويجعل النحل بين يديها شيئاً يشبه الحوض يصب فيهمن العسل أصفى ما يقدر عليه ، ويملأ منه الحوض ، ويكون ذلك طعاماً للملكةوخواصها .
ثم يأخذن في ابتناء البيوت على خطوط متساوية كأنهاسكك ومحال ، وتبني بيوتها مسدسة متساوية الأضلاع ، كأنها قرأت كتاب إقليدس، حتى عرفت أوفق الأشكال لبيوتها ؛ لأنّ المطلوب من بناء الدور هو الوثاقةوالسعة ، والشكل المسدس دون سائر الأشكال إذا انضمت بعض أشكاله إلى بعضصار شكلاً مستديراً كاستدارة الرحى ، ولا يبقى فيه فروج ولا خلل ، ويشدبعضه بعضاً ، حتى يصير طبقاً واحداً محكماً ، لا يدخل بين بيوته رؤوسالإبر . فتباركالذي ألهمها أن تبني بيوتها هذا البناء المحكم الذي يعجز البشر عن صنعمثله ، فعلمت أنها محتاجة إلى أن تبني بيوتها من أشكال موصوفة بصفتين :إحداهما : أن لا تكون زواياها ضيقة حتى لا يبقى الموضع الضيق معطلاً .والثانية: أن تكون تلك البيوت مشكلة بأشكال إذا انضم بعضها إلى بعض ، وامتلأتالعرصة منها فلا يبقى منها ضائعاً ، ثم إنها علمت أن الشكل الموصوف بهاتينالصفتين هو المسدس فقط ؛ فإن المثلثات والمربعات ، وإن أمكن امتلاء العرصةمنها إلا أن زواياها ضيقة ، وأما سائر الأشكال وإن كانت زواياها واسعة إلاأنها لا تمتلئ العرصة منها ، بل يبقى فيما بينها فروج خالية ضائعة ، وأماالمسدس فهو موصوف بهاتين الصفتين ، فهداها – سبحانه – إلى بناء بيوتها علىهذا الشكل من غير مسطرة ولا آلة ، ولا مثال يحتذى عليه ، وأصنع بني آدم لايقدر على بناء بيت المسدس إلا بالآلات الكبيرة .فتبارك الذي هداها أن تسلكسبل مراعيها على قوتها وتأتيها ذللاً لا تستعصي عليها ، ولا تضل عنها ،وأن تجتني أطيب ما في المراعي وألطفه ، وأن تعود إلى بيوتها الخالية ،فتصب فيها شراباً مختلفاً ألوانه ، فيه شفاء للناس ، إن في ذلك لآيات لقوليتفكرون .فإذا فرغت من بناء البيوت خرجت خماصاً تسيح سهلاً وجبلاً ، فأكلتمن الحلاوات المرتفعة على رؤوس الأزهار وورق الأشجار ، فترجع بطاناً . وجعل– سبحانه – في أفواهها حرارة منضجة تنضج ما جنته ، فتعيده حلاوة ونضجاً ،ثم تمجه في البيوت ، حتى إذا امتلأت ختمتها ، وسدت رؤوسها بالشمع المصفى ،فإذا امتلأت تلك البيوت عمدت إلى مكان آخر إن صادفته ، فاتخذت فيه بيوتاً، وفعلت كما فعلت في البيوت الأولى ، فإذا برد الهواء ، وأخلف المرعى ،وحيل بينها وبين الكسب ، لزمت بيوتها ، واغتذت بما ادخرته من العسل ، وهيفي أيام الكسب والسعي تخرج بكرة وتسيح في المراتع ، وتستعمل كل فرقة منهابما يخصها من العمل ، فإذا أمست رجعت إلى بيوتها . وأما الملكة فلاتكثر الخروج من الخلية إلا نادراً إذا اشتهت التنزه ، فتخرج ، ومعها أمراءالنحل والخدم ، فتطوفُ في المروج والرياض والبساتين ساعة من النهار ، ثمتعود إلى مكانها . ومنعجيب اأنه ربما لحقها أذى من النحل أو من صاحب الخلية أو من خدمه ، فتغضبوتخرج من الخلية ، وتتباعد عنها ، ويتبعها جميع النحل ، وتبقى الخليةخالية . فإذا رأى صاحبها ذلك ، وخاف أن يأخذ النحل ، ويذهب بها إلىمكان آخر احتال لاسترجاعها وطلب رضاها ، فيتعرف موضعها الذي صار إليهبالنحل ، فيعرفه باجتماع النحل إليها ، فإنها لا تفارقها ، وتجتمع عليهاحتى تصير عليها عنقوداً ، وهي إذا خرجت غضبى جلست على مكان مرتفع منالشجرة ، وطافت بها النحل ، وانضمت إليها ، حتى يصير كالكرة ، فيأخذ صاحبالنحل رمحاً أو قصبة طويلة ، ويشد على رأسه حزمة من النبات الطيب الرائحةالعطر النظيف ، ويدنيه إلى محل الملكة ، ويكون معه إما مزهر أو يراع أوشيء من آلات الطرب فيحركه ، وقد أدنى إليه ذلك الحشيش ، فلا يزال كذلك إلىأن يرضى الملكة ، فإذا رضيت طفرت ووقعت على الضغث ، وتبعها خدمها وسائرالنحل ، فيحملها صاحبها إلى الخلية ، فينزل ويدخلها هو وجنوده ، ولا يقعالنحل على جيفة ولا حيوان ولا طعام . ومنعجيب أمرها أنها تقتل الملوك الظلمة المفسدة ، ولا تدين لطاعتها ، والنحلالصغار المجتمعة الخلق هي العسالة ، وهي تحاول مقاتلة الطوال القليلةالنفع وإخراجها ونفيها عن الخلايا ، وإذا فعلت ذلك جاد العسل ، وتجتهد أنتقتل ما تريد قتله خارج الخلية صيانة للخلية عن جيفته . ومنهاصنف قليل النفع كبير الجسم ، وبينها وبين العسالة حرب ، فهي تقصدهاوتغتالها وتفتح عليها بيوتها ، وتقصد هلاكها ، والعسالة شديدة التيقظوالتحفظ منها ، فإذا هجمت عليها في بيوتها حاولتها وألجأتها إلى أبوابالبيوت فتتلطخ بالعسل ، فلا تقدر على الطيران ، ولا يفلت منها إلا كلّطويل العمر ، فإذا انقضت الحرب وبرد القتال عادت إلى القتلى ، فحملتهاوألقتها خارج الخلية . وفيالنحل كرام عمال لها سعي وهمة واجتهاد ، وفيها لئام كسالى قليلة النفعمؤثرة للبطالة ، فالكرام دائماً تطردها وتنفيها عن الخلية ، ولا تساكنهاخشية أن تعدي كرامها وتفسدها . والنحل من ألطف الحيوان وأنقاه ، ولذلكلا تلقي زبلها إلا حين تطير ، وتكره النتن والروائح الخبيثة ، وأبكارهاوفراخها أحرس وأشد اجتهاداً من الكبار ، وأقل لسعاً وأجود عسلاً ، ولسعهاإذا لسعت أقل ضرراً من لسع الكبار . ولماكانت النحل من أنفع الحيوان وأبركه فقد خصت من وحي الرب تعالى وهدايته بمالم يشركها فيه غيرها ، وكان الخارج من بطونها مادة الشفاء من الأسقاموالنور الذي يضيء في الظلام بمنزلة الهداة من الأنام كان أكثر الحيوان لهأعداء ؛ وكان أعداؤه من أقل الحيوان منفعة وبركة ، هذه سنة الله في خلقهوهو العزيز الحكيم " . (3) الباحثون المعاصرون يتحدثون عن عالم النحل (4) تقدمالعلم اليوم ، وبتقدمه تعرفنا على كثير من عجائب الخلق وأسرار الكون ، لقدأكد لنا العلماء ما عرفناه من قبل أن من أن عالم النحل ينقسم إلى ثلاثةأقسام : النحلة الملكة ، والنحلة الذكر ، والنحلة الشغالة .
أماملكة النحل فهي أم الخلية كلها ، وجميع النحل في الخلية أبناؤها ، ويكفيأن تعلم أن الملكة تضع في كل يوم تطلع فيها الشمس ما بين (1500) بيضة إلى(2000) بيضة ، بل يزيد العدد إلى (3500) بيضة . ويستمر هذا على امتدادموسم التكاثر الذي يبدأ من إقبال الربيع ، وينتهي بانتهاء الصيف . وماهذا العدد الهائل من البيض إلا لمواجهة النقص المستمر الذي يصيب خليةالنحل ، فالنحلة عمرها قصير ، فهو يتراوح بين خمسة أسابيع وسبعة أسابيع ،ولذلك فإنّ الخلية تحتاج إلى أجيال جديدة ترفد الخلية بأعداد كبيرة تواجهالنقص الذي يلحق بها ، كي تستمرّ الخلية في القيام بالواجبات التي يحتاجإليها عالم النحل ، وحتى تستطيع الدفاع عن نفسها في مواجهة الأعداءوالأخطار ، ولولا ذلك لا نقرضت الخلية وبادت . ومن بديع صنع الله فيملكة النحل أنها تضع بيضها في البيوت التي تبنيها الشغالة بمقاسات مختلفة، فالمقاس الكبير يعده النحل لملكة المستقبل ، والبيضة التي تضعها الملكةفيه تكون ملكة ، والبيضة التي تضعها الملكة في البيت الأصغر حجماً ومقاسهربع إنش تصبح نحلة ذكراً ، أما البيضة التي تضعها في البيت الصغير ومقاسهخمس إنش فتنتج نحلة شغالة ، بقي أن نعلم أن الملكة تضع مع بيضة النحلةالشغالة ثلاثة إلى أربعة حيوانات منوية لإخصابها ، فتكون نحلة شغالة ،بينما تضع ، في بيت النحلة الذكر بيضة غير مخصبة . ومنعجيب صنع الله في النحلة الملكة أنها لا تُلِّقحُ إلا في الهواء في أثناءطيرانها ، ولذلك سّر عجيب ، فالنحلة الذكر لا يمكنها تلقيح الملكة وهيرابضة على الأرض ، ذلك أن عضو التذكير عندها كامن ، ولا يمكن ظهوره إلاإذا حلقت في الفضاء ، وعند ذلك تمتلئ أكياس موجودة في النحلة الذكربالهواء ، فتنتفخ في أثناء الطيران ، ويؤدي انتفاخها إلى الضغط على عضوالتذكير ، فيخرج من مكمنه . ومنعجائب صنع الله في الملكة العذراء قدرتها على دعوة الذكر لتلقيحها ، وذلكبأصوات تصدرها تدعو بها الذكور إليها ، وتخرج من خليتها حائمة حولها مصدرةتلك الأصوات ، وتستقبل الذكور هذه الدعوة لا في الخلية وحدها ، بل في جميعالخلايا المجاورة ، وتنطلق أسراب الذكور خلف الملكة ، وهي تغذ السيرمنطلقة في الفضاء الرحب ، ويفوز بتلقيحها أقوى الذكور وأشدها وأسرعها ،ولكنه يفقد حياته بعد ذلك ، ذلك أنه بعد تلقيحه الملكة يفقد عضو تذكيره ،إذ يبقى عضوه فيها مما يسبب له نزيفاً يفقده حياته . ويسألالقارئ عن كيفية سماع الذكور لدعوة الملكة ، والجواب : أن الله زود كلنحلة بقرني استشعار ، وهذان القرنان يتألفان من حلقات متصل بعضها ببعض ،عليها عدد كبير من الثقوب ، ويبلغ عدد الحلقات في الذكر اثنتا عشرة حلقة ،في حين أن عددها في الشغالة أو الملكة إحدى عشرة حلقة . وتبلغ عدد ثقوبالحواس الكائنة على قرن الاستشعار عند الذكر (2800) ثقبٍ ، وفي الشغالة(2400) ، وفي الملكة (1600) .والحقيقة أن قرني الاستشعار في النحلة بمنزلةهوائي الإذاعة يستخدمه لالتقاط الأصوات الصادرة من الملكة ، ولغير ذلك منالأصوات ، كما تستخدمه في الشم والسمع واللمس .وإذا فقدت النحلة الشغالةأو الذكر أو الملكة قرني الاستشعار فإنها لا تستطيع أن تقوم بدورها ، ففيهيتركز معظم حواسها : السمع والشم واللمس كما سبق .وتكوين النحلة الذكريتناسب مع المهمة التي خلق من أجلها ، فهو كبير قوي ، يأكل كثيراً ، ولايعمل شيئاً ، فلا يجمع الرحيق ، ولا يصنعه ، ولا يبني ، ولا يحرس ، حتىطعامه ، تضعه النحلة الشغالة في فمه ، كل ما يستطيع القيام به هو تلقيحالملكة ، ولذا فإن النحلة الشغالة بعد انتهاء مهمته تمتنع عن إمدادهبالغذاء ، وأكثر من هذا تهاجم الشغالة الذكور فتقتلها أو تطردها .
بقيأن نعلم أن عدد الذكور من النحل قليل بالنسبة لتعداد النحل ، فلا يتجاوزعددها في الخلية الواحدة المائتين .أما النحلة الشغالة فإنها تكون العددالأكثر في الخلية ، كما أنها العنصر الفعال فيها ، وهي التي تقوم بالأعمالالمختلفة ، والمهمات الصعبة .فهي التي تجني الرحيق ، وتجمع غبار الطلع ،وتصنع العسل ، وتمدّ الملكة بغذائها الخاص ، وتبني الأقراص التي يحفظ فيهاالعسل ، وتربي فيها الأجيال الجديدة من النحل ، وتحرس الخلية ، وتقومبتنظيفها ، والمحافظة عليها ، بل تقوم بتهويتها وتدفئتها . والمهماتفي الخلية موزعة في تخصصات وهذه التخصصات ترتبط بعمر النحلة ، فلكل سن منالنحل عمل يقوم به ، وكلما امتد العمر بالنحلة فإنها تتحول إلى عمل آخر ،وبذلك تقوم النحلة بعد أن تستكمل عمرها بالمرور على كل الأعمال والمهماتالتي تحتاج إليها الخلية ، ويلاحظ أن النحلة تبدأ بالأعمال السهلة التي لاتحتاج إلى جهد كبير ، وتنتهي إلى أشق الأعمال وأصعبها وهي الجولان فيالحقول ، وجني الرحيق وغبار الطلع والماء ، ثم صنع العسل وتخزينه ، ونلاحظأيضاً أنها تتدرج في الوظائف بحسب تكامل الخصائص التي يهبها الله إياها ،فكل مهمة تصير إليها وتعمل فيها تتواءم مع تكامل أجهزتها التي تمكنها منالقيام بالدور الجديد والمهمة الجديدة . فالنحلةالشغالة في يومها الأول والثاني تقوم بمهمة تنظيف البيوت التي خرجت منهاأجيال النحل التي تكامل خلقها ، فتنظف هذه البيوت ، وتعدها لأجيال أخرى ،ولا تضع الملكة البيض في هذه البيوت إلا بعد أن تتفحصها وتجدها نظيفةتماماً . وفي يومها الثالث والرابع تقوم بدور الحاضنة ليرقات النحلالشغالة والذكور التي يزيد عمرها على ثلاثة أيام ، فتقدم لها ما يسميهالعلماء ( بخبز النحل ) وهو مزيج من العسل وحبوب اللقاح ، تأخذه مما خزنتهالنحل في العيون السداسية .
وبعد اليوم الخامس حتى اليوم الثانيعشر من عمر النحلة تقوم بتغذية النحلة الملكة بالغذاء الملكي طيلة عمرها ،كما تمدّ الغذاء الفاخر صغيرات الشغالة والذكور في يومهن الأول والثانيوالثالث ، والنحل يقوم بهذه المهمة في هذه السن (5-12) لنمو غدد خاصة فيهذه الفترة في جانبي البلعوم ، تتمكن بها النحل من صناعة الغذاء الملكي.وبعد اليوم الثاني عشر تتمكن النحلة من الطيران ، ولكنها لا تذهب بعيداً، كل ما تفعله أن تتعلم وتتمرن ، ومهمتها الرئيسية من اليوم الثاني عشرإلى اليوم الثامن عشر هو بناء الأقراص الشمعية التي تعد لتخزين العسل ،وتربية أجيال النحل الجديدة . والسببفي تخصصها بهذا الدور في هذه السن هو نمو أربعة أزواج من الغدد الموجودةعلى حلقات البطن ، ومن هذا الشمع تقوم النحلة باستخدام فكيها في هذه السنببناء تلك البيوت التي بلغت الغاية في الدقة والإتقان بأبعاد محددة وأشكالهندسية في غاية الروعة والتنظيم .وفي اليوم التاسع عشر واليوم العشرينتقوم النحلة بتنظيف الخلية وحراستها ، وبعد اليوم العشرين تقوم النحلةبالانطلاق إلى الحقول وجمع الرحيق وغبار الطلع وصنع العسل ، وجلب الماءإلى الخلية ، وهذه المرحلة الأخيرة تمثل الجزء الأكبر من عمر النحلة . أجيالتذهب من النحل ، وأجيال تأتي ، ويترقى النحل في سلسلة متوالية من الأعمالتضمن القيام بالأعمال كلها باستمرار من غير أن تتخصص طائفة من النحل بعملطيلة عمرها ، ولكن التخصص يأتي في كل مرحلة من مراحل العمر .سبحان الواحدالأحد ، الفرد الصمد ، الذي خلق هذه الكائنات الصغيرة ، وعلمها أن تقومبهذه الأعمال بمثل هذه الدقة والإتقان ، إنه إبداع وإعجاز يدل على العليمالخبير .
ومنالإبداع الإلهي في النحلة هذا التكوين الذي أعطاه الله إياها ، فقد جعللها الباري سبحانه معدتين ، إحداهما تستعملها لجمع المواد الأولية التيتستخلصها من رحيق الأزهار ، أو تحمل بها الماء ، وتنقله إلى الخلية ،والمعدة الأخرى مخصصة للطعام الذي تهضمه وتتغذى به . ومنعجب أن النحلة إذ تجمع في معدتها الأولى ما تجنيه من الرحيق ، لا تكتفيبنقله ، ولكنها في أثناء حملها له وتوصيله للخلية تقوم بعملية أوليةلتحويله إلى العسل ، وذلك بإفراز الخمائر اللازمة لتحقيق ذلك . والنحلةتحتاج إلى غبار الطلع لأمور مختلفة في الخلية ، وقد زودها خالقها بتجويفخاص لخزن هذه الحبوب في الوجه الخارجي لساق الرجل الخلفية ، تسمى سلةالطلع ، وجعل لها على الوجه الداخلي لرسغ الرجل الخلفية ما يشبه الفرشاةتستعملها الشغالة في تمشيط غبار الطلع وتكتيله تمهيداً لجمعه في سلة الطلع. ومنالعجائب المذهلة التي اكتشفها العلماء في النحلة ، تلك الغدة التي فيمؤخرة البطن ، وقد سماها العلماء ( غدة ناسانوف) ، وهذه الغدة تفرز رائحةخاصة ، ومن العجيب أن نحل كل خلية يتعارف على رائحة تميز نحلها عن غيره ،وتستطيع النحلة أن تعود إلى بيتها من مكان بعيد تهديها تلك الرائحةالمميزة عن رائحة غيرها من النحل ، وبوابو الخلية وحراسها يعرفون النحلةالتي تتبع الخلية عن طريق تلك الرائحة المميزة المنبعثة من النحلة . والعجبأن النحل قادر على التعارف على رائحة جديدة عندما يحصل ما يستدعي ذلك ،فمثلاً عندما تخرج طائفة من النحل لتشكل خلية جديدة ، فإن الخلية الجديدةتتعارف على رائحة جديدة ، وعندما مزج العلماء بطريقة علمية طائفة من النحلمع طائفة أخرى وجدوا أن النحل بعد دمجه تعارف على رائحة واحدة جديدة تميزهعن غيره . ومنعجائب هداية النحل أنه يبني جدران البيوت السداسية من الشمع الخالص الذيلا ينفذ منه الهواء ، ولكنه عندما يغلق أبواب البيوت التي تحوي يرقاتالنحل يخلط الشمع بحبوب اللقاح ، وبهذا يتسرب الهواء من خلال حبوب اللقاح، فتبقى اليرقات حيّة ، ولو لم يهدها ربها إلى ذلك لماتت اليرقات ، وزالالنحل من فوق ظهر البسيطة .وقد حدثنا ربنا فيما حدثنا عنه من آياتهالباهرة التي تستدعي التأمل والتفكر إلى هدايته العجيبة للنحل ( وأوحىربُّك إلى النَّحل أن اتَّخذي من الجبال بيوتاً ومن الشَّجر ومما يعرشون –ثُمَّ كلي من كل الثَّمرات فاسلكي سبل ربك ذُللاً يخرج من بطونها شرابٌمختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للنَّاس إنَّ في ذلك لآيةً لقومٍ يتفكرون)[النحل: 68-69] . وقداهتدى المسلمون للمنافع العظيمة التي في العسل ، ولكن الضالون عن هدى اللهلم يكتشفوا ما فيه من المنافع إلا في هذه الأيام ، وقد اكتشف الباحثونحقائق مذهلة ، فوجدوا أن العسل غذاء ودواء ، وهو غذاء من نوع راق ، يحويعلى خصائص لا تكاد توجد في غيره ، ووجدوا أنه علاج يكاد يصلح لجميع أنواعالأمراض ، ولا يزال العلم يكتشف في كل يوم في العسل نفعاً جديداً . كيف يدل النحل بعضه بعضاً على مكان الغذاء ؟ ممالاحظه العلماء المعاصرون الطريقة التي يدل بها النحل بعضه بعضاً على مكانالغذاء ، يقول الدكتور يوسف عز الدين : " لو اكتشف أحد عمال النحل حقلاًأو كمية من النباتات تعتبر مصدراً للغذاء ، فإنّه يعود للمستعمرة ليخبرباقي العمال ، عن هذا الكنز الذي اكتشفه ، وذلك عن طريق طقوس رقص عجيبةتفعلها النحلة بطريقة غريزية دون أن تدري لماذا تفعل هذا .إنها ترقص رقصاتغريبة ذات مدلولات معينة ، إذ إن جسمها يصنع في أثناء الرقص زاوية تدل علىزاوية الشمس ،وإذا كان الحقل الذي اكتشفه قريباً من المستعمرة فإنّ الرقصةفي هذه الحالة تختلف عنها في حالة بُعد الحقل مسافة أطول . ومنهذه الرقصات يفهم النحل أنّ حقلاً من البرسيم أو غيره من النباتات ذاتالأزهار التي يحضر النحل غذاءه منها ، يقع على بعد معين ، والطريق إليهيقتضي السير بزاوية معينة بالنسبة لمكان الشمس . فيؤدي بعض العمالالرقصة نفسها ، عند ذلك تطمئن النحلة التي اكتشفت الحقل إلى أنّ باقيالنحل قد فهم ما تريد أن تقوله ، فيطير باقي الأفراد ، ويصلون مباشرة إلىذلك الحقل لإحضار مزيد من الغذاء . إنّ النحلة المكتشفة قد نقلت إلىالنحل الذي في المستعمرة عدداً من المعلومات برقصتها ، ولو حاولنا نحنالبشر أن نتوصل إلى ما توصل إليه النحل من فهم لهذه الطلاسم عن طريق رسمبياني لاستغرق منا وقتاً لا يقل عن ثلث ساعة إن كان لدينا إلمام كافبالعلوم الرياضية ، ولكن النحل يفهم كلّ ذلك في الحال ، ويطير نحو الحقلفي خط مستقيم ليحضر ما يلزمه من غذاء .شيء مذهل لا يمكن تفسيره إلا إذاآمنا بوجود نفحة إلهية أودعها خالق الكون في هذه الكائنات الصغيرة التي لاتملك قدراً من العقل أو قدرة على التفكير تمكنها من القيام بما يلزمها " . رؤية النحل ما لا نراه من الألوان ويذكرلنا الدكتور يوسف أن من عجائب النحل رؤيته " لوناً لا نراه نحن البشر ،ولا يمكن أن نتصوره ، وهو اللون فوق البنفسجي الذي نراه نحن أسود ، فالنحليرى الأشعة فوق البنفسجية " ، ثم يبين لنا الحكمة من وراء رؤية النحل لذلكاللون فيقول : " والحكمة في ذلك هي أن تلك الأشعة هي الوحيدة القادرة علىاختراق السحاب .
والنحل قد يعيش في مناطق يكسوها السحاب معظمشهور السنة ، ورؤية الشمس ضرورية لمعرفة مكان الحقول التي بها الغذاء ،وهنا تكمن الحكمة في رؤية النحل لذلك اللون فوق البنفسجي ، فإنها بذلكيصبح في إمكانها رؤية الشمس من خلال السحب ، فلا يموت النحل جوعاً في حالةاختفاء الشمس خلف الغمام ، حقيقة مذهلة تدلّ على وجود خالق مدبر ومقدريعلم ما يصنع ، إذ إن القدرة على رؤية ذلك اللون لا يمكن أن تكون قداكتسبها النحل مع مرور الزمن ، بل لا بد أن تكون قد وجدت منذ أول لحظة خلقالله فيها النحل ، إذ لو لم توجد من أول الأمر ، لانقرض النحل في تلكالمناطق منذ أمد بعيد " .منقوول
| |
|
احساس نسمه المشرفة العام
mms : عدد الرسائل : 817 العمر : 33 العمل/الترفيه : طالبه جامعيه الهوايات : القراءه اعلام : المزاج : الهوية : تاريخ التسجيل : 18/12/2010 عدد المواضيع : 823 السٌّمعَة : 5
| موضوع: رد: النحل وعجائب صنع الله 17th يناير 2011, 9:43 am | |
| يسلموو احمد يعطيك العافيه | |
|
mr.ahmed المدير العام
رقم العضوية : 1 mms : عدد الرسائل : 9014 الموقع : جروب الحب العمل/الترفيه : محاسب الهوايات : الكمبيوتر اعلام : المزاج : الهوية : تاريخ التسجيل : 28/07/2008 عدد المواضيع : 11591 السٌّمعَة : 38
| موضوع: رد: النحل وعجائب صنع الله 17th يناير 2011, 6:28 pm | |
| | |
|
sama 2000 مراقبة
mms : عدد الرسائل : 3714 العمر : 42 الموقع : منتدى جروب الحب العمل/الترفيه : ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الهوايات : الرسم اعلام : المزاج : الهوية : تاريخ التسجيل : 12/09/2010 عدد المواضيع : 2490 السٌّمعَة : 9
| موضوع: رد: النحل وعجائب صنع الله 17th يناير 2011, 7:29 pm | |
| | |
|