قصة عجيبة عن الصبر في الاخلاص

روي إن احد أشراف العرب واسمه خزيمة كان يعيش في منطقة الجزيرة العربية بين تركيا والموصل في العراق و كان خزيمة غنيا و كريما جدا حتى لقب بحاتم زمانه و قد فتح باب منزله للفقراء و المحتاجين فيعطي كل منهم كفايته و أكثر . كما كان ينعم على الأدباء و الشعراء بالهدايا و النقود . و استمرت حياته على هذه الوتيرة مدة من الزمن ، لكن الدنيا يومان يوم لك و يوم عليك و هذه حكمة البارئ عز و جل . و إذا بخزيمة يجد نفسه يوما من الأيام و قد أفلس تماما و لم يجد طعاما يقتات به فأغلق أبواب منزله و بقي قعيد الدار. ثم اضطر إلى بيع أثاث منزله قطعة فقطعة حتى يمكنه أن يقوم بأوده و يجلب لقمة طعام إلى أفراد عائلته .
و في احد الأيام سأل عكرمة حاكم الجزيرة عن أحوال خزيمة من بعض أصحابه و لماذا انقطع عن زيارته و التواجد في مجلسه فقالوا له : لقد تغيرت أحوال خزيمة و هو الآن فقير و معدم و جليس الدار و يعيش من بيع أثاث منزله .
لما سمع عكرمة قصة خزيمة و صبره على الضيم و الحرمان بكل اخلاص حيث لم يتدمر و لم يشتك لأحدعن عوزه، رق قلبه فأخذ 4000 دينار ووضعها في أربعة اكياس و توجه مع خادمه في منتصف الليل الى دار خزيمة متنكرا و قد وضع اللثام على وجهه حتى لا يعرفه ، فطرق الباب فخرج اليه خزيمة و سأله : من انت و ماذا تريد في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ فقال عكرمة : لقد سمعت عن أحوالك و ضيق ذات يديك فأتيت اليك بهذه النقود و هي 4000 دينار.فقال له خزيمة : ومن تكون حتى آخذ منك هذه النقود؟ فقال عكرمة: وماذا يهمك من معرفة اسمي ؟خذ النقود و كفى .لكن خزيمة اصر على عدم اخذ النقود وقال له:اذا لم تقل لي ما اسمك فلن اخذ منك النقود .عن ذلك فكر عكرمة واخترع لنفسه اسما وقال له: انا جابر عثرات الكرام.ثم القى اكياس النقود على عتبة الدار وانصرف تاركا خزيمة في حيرة من امره.
ادخل خزيمة اكياس النقود الى داره فسألته زوجته ما هذه الاكياس ومن كان الرجل الذي طرق الباب وماذا كان يريد ؟فقص عليها الحكاية وقال: انني لا اعرفه ولكنه عرف نفسه(جابر عثرات الكرام) ثم ارادا ان يحصيا المبلغ فقالت له زوجته:ولكننا لا نملك زيتا للمصباح ولا شموع للانارة ولنترك عد النقود الى ان يطلع النهار.
اما عكرمة فقد عاد الى بيته مسرورا فرحا لفعل الخير الذي قام به والكرم الذي فعله لوجه الله فاستقبلته زوجته بوجه مكفهر كريه وهي تحاسبه بكل جفاء وصفاقة واخذت تولول وتبكي وتقول:اين كنت يا رجل في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟ انا اعلم ما في سريرتك لقد كنت مع زوجتك الثانية وتركتني وحدي اعاني الهواجس والخوف والوحدة.
وكلما حاول عكرمة ان يوضح لها بانه لم يكن عند زوجته الاخرى وانه اصلا ليست له زوجة ثانية واغسن الايمان المغلظة لم تصدق تلك الزوجة الرعناء الغيور وكررت القول: اذا لم تقل لي اين كنت هذه الليلة فلن اطيق العيش معك و استمرت في البكاء و النحيب على عادة النساء البلهاوات .
أما عكرمة فأنه لم يشأ ان يخبرها بالحقيقة لاعتقاده بأن الكرم و الإنفاق في سبيل الله تزول قيمتها و ثوابها بالإفشاء ،و ل
كنه اضطر و تحت الحاح زوجته ان يقص عليها الحكاية مستشهدا بالخادم الذي رافقه تلك الليلة ،فسألته زوجته :ومن يكون هذا الذي سميته جابر عثرات الكرام؟فقال عكرمة :لا ادري و لكنه اسم خرج من فمي في تلك اللحظة . فاستقر فؤادها و سكنت غائلتها و ارتاحت المرأة الحسود الغيور .

يسلمووووووووووووووووووووو احمد موضوع جميل

» صورة عجيبة
» اة من الصبر واه
» ساعة عجيبة مجنونة هبلة على سطح مكتبك لا مثيل لها...