موضوع: لجواب عن رؤية الله(بواسطة استاذ الفلسفه وعلوم الحديث في جامعة بغداد(الكعبي

بسم الله الرحمن الرحيم ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير )

اللهم صل على محمد وال محمد وعلى اصحابه الذين حفظوا دينه ونصحوا لامته

اولا.لنعلم ونتعلم يجب اولا ان نستقصي اسماء الله الحسنى سنجد ان لله اسما يفيدنا في اثبات استحالة ان الله يُرى ..الاسم (الغني)

ثانيا.كيف لنا ان نطبق اسمه الغني في كلامنا هنا.

لن اطيل عليكم كثيرا وسابسطها جدا ومن شاء التوسعه سنتوسع في الكلام

نحن نعلم ان من صفات الجسم انه ممكن ان يشار اليه لانه في جهة ما سواء كان ماديا او نورانيا او بخاري او غير ذلك...وما كان ممكن ان يشار اليه ممكن ان يُرى بالعين .

فالجسم له ابعاد ثلاث طول وعرض وعمق فهذه الابعاد تحد الجسم من جميع الجهات فيكون الجسم محتاج وفقير الى هذه الابعاد كي يتحيز ويُرى .لان الناظر لايستطيع ان يرى الجسم الا اذا كان هذا الجسم محدودا بهذه الحدود .فالجسم محتاج الى الابعاد كي يتحيز
................
وايضا من خواص الجسم انه اذا كان في مكان خلا منه المكان الاخر

وعند انتقاله من مكان الى اخر يطوي مرحله من الزمان لينتقل ويتحيز في المكان اللاحق وهكذا سيكون محتاج الى مكان يستقر به
والى زمان يطوي فيه زمن الانتقال من مكان الى اخر

وايضا من خواص الاجسام الحدوث اي الخروج بفعل فاعل من العدم الى الوجود والتحقق.

وعليه اذا قلنا بامكانية رؤية الله تعالى ماذا يلزم من هذا القول

سيكون خالق الشئ محتاج اليه

وسيلزم ان يكون الخالق جسما محتاج الى الحدود وسيكون فقيرا اليها ..تعالى الله علوا كبيرا فكيف يكون خالق الشئ محتاج اليه

ويلزم ايضا ان الله سيكون محتاجا الى الزمان والمكان وهو خالقهما فكيف ذلك وهو فوق الزمان والمكان

وسيكون محتاج الى متحيَز يتحيز به ومقدار يتقدر به

وايضا والاهم من هذا كله من خواص ...الاجسام الحدوث اي الخروج من العدم الى الوجود بفعل فاعل فلو كان جسما فمن اوجده وسيكون واجده هو الخالق وواجده من اوجده وهكذا دواليك وهذا لازم خطير هو (التسلسل الى مالانهايه)

فهل بعد هذا لقائل ان يقول ان الله ممكن ان يُرى ....تعالى الله علوا كبيرا .. مقتضى الفطره السليمه الحكم بعدم امكانيه الرؤيه

بل فرض ٌمحال محال

فلو قال قائل ماتقول في الايه القائله (وجوه يومئذ ناظره الى ربها ناظره)نــــــقـــــــول

ان للقران الكريم ايات متشابهات ومحكمات فهذه من المتشابهات ومن اخذ بظاهر الكلام في مثل تلك الايات ضل ضلالا كبيرا

بل في مثل هذه الحاله نرجع المتشابه الى المحكم كي يحكم عليه والايه المحكمه هي (ليــــــــس كمثــــــله شئ وهو السميع البصير)

وعليه تنتفي الجسميه عن الخالق وتنتفي الرؤيه .بل الرؤيه هنا بحقائق الايمان فالمؤمن يرى الله بايمانه فالخاشع في الصلاة

يصلي وكانما الله ينظر اليه وحاضر معه .فيرتجف من خشيته.

فلو قال قائل واشتبه وقال ممكن ان نقول جسم لاكلاجسام .

نقول ان لفظ الجسم ماذا يعني.. لايعني الا هذا الجسم المحدود بالحدود الثلاث حتى وان كان لايشبه هذه الاجسام فالفقر ثابت لامحاله .وهذا فرض محال

فمن سمع او قراء ان الله جالس على عرشه في السماء كقعود البشرو فاضل من العرش مقدار اربع اصابع وان الله ينزل ويصعد

ويضع رجل على رجل ويستلقي وينام وادم خلق على صورة الرحمن

انما هي احاديث وضعت كذبا وزورا عن لسان سيد البشر فذوي الاختصاص في علم رجال الحديث وجدوا ان من نقل هذه الاحاديث

هم من الوضاعين والكذابين على سيد البشر اجمعين النبي الخاتم محمد ابن عبد الله .

واما لو نزهنا رب العالمين عن الجسميه والرؤيه له فيلزم اننا قد وحدناه غاية التوحيد فكيف وهو اين الاين ولا اين له وكيف الكيف فلا كيف له
وخلق الزمان وهو فوق الزمان وخلق المكان فلا يحده مكان عن مكان فهو في كل زمان وفي كل مكان وهو معكم اينما تولون بوجوهكم
..........................................

روايات في نفي الجسميه والصوره والتشبيه
1 - أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن علي بن أبي حمزة، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم أن الله جسم، صمدي نوري، معرفته ضرورة، يمن بها على من يشاء من خلقه، فقال عليه السلام: سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، لا يحد ولا يحس ولا يجس ولا تدركه [الابصار ولا] الحواس ولا يحيط به شئ ولا جسم ولا صورة ولا تخطيط ولا تحديد(1)

- محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن زيد قال: جئت إلى الرضا عليه السلام أسأله عن التوحيد فأملى علي: الحمد لله فاطر الاشياء إنشاء، ومبتدعها ابتداعا بقدرته وحكمته(1)، لا من شئ فيبطل الاختراع ولا لعلة فلا يصح الابتداع، خلق ما شاء كيف شاء، متوحدا بذلك لاظهار حكمته وحقيقة ربوبيته، لا تضبطه العقول ولا تبلغه الاوهام ولا تدركه الابصار ولا يحيط به مقدار، عجزت دونه العبارة وكلت دونه الابصار وضل فيه تصاريف الصفات، احتجب بغير حجاب محجوب واستتر بغير ستر مستور، عرف بغير رؤية ووصف بغير صورة ونعت بغير جسم، لا إله إلا الله الكبير المتعال.

ثم إن قول أهل الحق في قول الله تعالى :{ ليس كمثله شئ } معناه نفي المشابهة بين الله وبين شئ من خلقه بأي وجه من الوجوه وهو الحق ومن أثبت لله الجسمية أو الجهة فقد كذب هذه الآية أما قول الله تعالى :{ الرحمن على العرش استوى} فالمنقول عن اهل التوحيد أنهم يقولون استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر أو يقولون استوى استواء يليق به أو يقولون استوى بلا كيف أو يقولون كما جاء عن الشافعي : ءامنت بما جاء عن الله على مراد الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله أي لا على معنى استواء الأجسام على الأجسام لأن هذا لا يليق بالخالق.

والذين قالوا استوى معناه جلس أو قعد أو استقر كذّبوا القرءان ووصفوا الله بما لا يليق به فإن الجلوس والاستقرار من صفات البشر والبهائم والجن فمن وصف الله بالجلوس فقد شتمه ولم يمدحه (ولم يعبده بل عبد ماتصور)ولم يقل أحد من المسلمين إن الله يسمى الجالس أو القاعد وهل سمعتم في تاريخ المسلمين أن أحدا منهم سمى ولده عبد الجالس أو عبد القاعد أو عبد المستقر ؟! إنما يسمي بعض المسلمين ولده بعبد القاهر وعبد القهار وعبد الحفيظ وعبد الباقي ونحو ذلك مما فيه ذكر اسمٍ للهِ يليق به.

وقد تبين لك يا طالب الحق أن الله هو الموجود الذي لا يشبه الموجودات موجود بلا جهة ولا مكان وأن الله لا يوصف بالحدّ منزه عن الحجم ومنزه عن صفات الخلق كالجلوس والاستقرار والكون في جهة أو مكان وأن هذا ما أثبته القرءان والحديث وهو ما عليه كل المسلمين وأن معرفة الله تكون باعتقاد وجوده مع تنزيهه وعدم محاولة تصوره فإن الله لا يتصور وما يتصور مخلوق والعلم به لا يكون بتصوره إنما باعتقاد وجوده على ما يليق به مع عدم تشبيهه بالخلق قال تعالى :{ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } وقال تعالى :{ وأن إلى ربك المنتهى } قال الصحابي أبو المنذر أُبي بن كعب : إليه ينتهي فكر من تفكر معناه لا تصل إليه تصورات العباد

اعتذر للاطاله ولكن البحث مهم جدا فلا تخلص العباده الا بالاعتقاد الصحيح (وقالوا شرف العلم بشرف المعلوم فما بالك بالخالق)

الكعبي
استاذ في جامعة بغداد
في الفلسفه الاسلاميه والغربيه

موووووووووووووضوع روعه تسلم ايدك احمد

» أدعية جامعة تقال في أركان الصلاة فلا تحرم نفسك الأجر
» قناة جديدة للدفاع عن رسول الله انشروها وجزاكم الله خيرا
» قوة التحكم بالانفعالات ... رؤية علمية وإيمانية