mr.ahmed المدير العام
رقم العضوية : 1 mms : عدد الرسائل : 9014 الموقع : جروب الحب العمل/الترفيه : محاسب الهوايات : الكمبيوتر اعلام : المزاج : الهوية : تاريخ التسجيل : 28/07/2008 عدد المواضيع : 11591 السٌّمعَة : 38
| موضوع: بالتفصيل . المذهب الحنفي المالكي الشافعي الحنبلي 7th أغسطس 2010, 8:12 pm | |
| [center]بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبدالله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين المذهب الحنفي ينسب هذا المذهب إلى الامام أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي التيمي الكوفي ، ولد سنة 80 للهجرة بالكوفة وهو من أتباع التابعين وقيل أنه من التابعين لأنه أدرك أربعة من الصحابة وربما لقي بعضهم ، بدأ حياته العلمية بدراسة علم الكلام ثم تعلم فقه مدرسة الكوفة على شيخه حماد بن أبي سليمان وغيره من أجلاء التابعين وأخذ الحديث عن كثيرين من العلماء ، وبلغ في الفقه منزلة لم يصل إليها أحد ممن عاصره ، وكان معروفاً بالورع وصدق المعاملة والزهد في الدنيا ، ويدل على ذلك رفضه القضاء بالكوفة ونال من ذلك بلاء شديد في عهد الأمويين وكذلك عندما عرض عليه القضاء في عهد العباسيين أصر على رفضه فحبس وعذب وضرب حتى أشرف على الهلاك ، ومن سمات النذهب الحنفي أنه كان يقوم على الشورى في الرأي بين الشيخ والتلاميذ وأن الشيخ كان حريصاً على بناء الرجال أكثر من تأليف الكتب ، ولهذا لم يؤثر عنه مؤلفات فقهية وقد دون تلاميذه فقهه ومع هذا يظل شأنه كما قال الإمام الشافعي عنه : الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة . أصول المذهب الحنفي يأخذ بالكتاب الكريم كسائر الأئمة ،ويأخذ بالسنة وان كان له مسلك خاص نحوها فهو يتشدد قبول الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقبله إلا اذا رواه جماعة عن جماعة أو كان خبراً اتفق فقهاء الأمصار على العمل به أو روى واحد من الصحابة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمع منهم فلم يخالفه أحد ، ومع هذا لم تكن بضاعته منها قليلة ويدل جامع مسانيد الإمام الاعظم الذي جمعه الخوارزمي، وهو يضم خمسة عشر مسنداً على فساد من زعم قلة اعتناء أبي حنيفة بالحديث أو انه كان يقدم استعمال الرأي على أتباع الحديث ، وكان يأخذ بأقوال الصحابة أيضاً غير أنه كان يعمل عقله فيما اذا روي في المسألة قولان أو أكثر لهم فيختار منها أعدلها وأربها إلى الأصول العامة ، وكان لا يعتد بأقوال التابعني إلا أن يوافق اجتهاده ويرى أنهم لا يمتازون بميزة تجعل لما روي عنهم مكانة تلزم العمل بأقوالهم وهم قوم اجتهدوا فيجب عليه أن يجتهد مثلهم . وقد توسع النعمان بن ثابت في القياس والإستحسان ، وجاء أنه كان يمضي الأمر على القياس فاذا قبح القياس يمضيها على الإستحسان ما دام يمضي له ، فإذا لم يمض له رجع إلى ما يتعامل المسلمون به ، وكان يأخذ بالعرف أيضاً والإجماع كذلك . الواقع أن أبا حنيفة كان ماهراً في القياس وأعانه على ذلك ما كان يتمتع به من دقة النظر وسرعة الخاطر وقوة الحجة ، وكان ماهراً في الإستحسان أيضاً ، وقد ذكر تلميذه الإمام محمد بن الحسن أن أصحاب أبي حنيفة عندما كانوا ينازعونه في المقاييس فإذا قال لهم استحسن لم يلحقه أحد . فأصول مذهب الحنفي هي : الكتب والسنة واجماع الصحابة والقياس والإستحسان والعرف . تلاميذ أبي حنيفة أبو يوسف : يعقوب بن اببراهيم الأنصاري ولد سنة 113 للهجرة ولما شب اشتغل بالحديث فنبغ فيه وأخذ الفقه عن ابن أبي ليلى ثم انقطع إلى أبي حنيفة ،وقد رحل إلى الحجازوأخذ عن الإمام مالك وناظره في بعض المسائل ولذا كان يعتبر أول من قرب بين مدرستي أهل الحديث وأهل الرأي ، وقد تولى القضاء سبع عشرة سنة في زمن الهادي والمهدي والرشيد ، ويقال أن مؤلفاته بلغت أربعين كتاباً لم يبق منها إلا أربعة كتب وأشهرها (الخراج) . زفر بن الهذيل بن قيس الكوفي ولد سنة 110 للهجرة وكان من أهل الحديث ثم بلغ عليه الرأي ، وقد شهد الإمام أبوحنيفة بأن زفر إمام من أئمة المسلمين وعلم من أعلامهم ، وتوفي سنة 158 للهجرة ، فهو أقدم أصحاب أبي حنيفة موتاً . محمد بن الحسن الشيباني ولد بالعراق سنة 131 للهجرة أو أوائل سنة 132 للهجرة ونشأ بالكوفة ، ودرس فقه العراق على أبي حنيفة وأبي يوسف ، ورحل إلى الإمام مالك فأخذ عنه فقه أهل الحجاز وروى عنه الموطأ ، والإمام محمد هو أول من دون الفقه العراقي تدويناً علمياً شاملاً ، وهو أول من كتب في العلاقات الدولية الإسلامية كتاباً جامعاً هو (السير الكبير) ، فهو مجتهد مطلق لا يقل مرتبة عن الأئمة الذين نسبت إليهم المذاهب. الحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي ، اشتغل بالسنة ثم بالفقه ، وقد تتلمذ لأبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد ، ورواياته الفقهية عند الحنفية قليلة بالنسبة للثلاثة ، وتوفي سنة 204 للهجرة . فالفضل الأكبر في انتشار المذهب الحنفي ونصرة آرائه يعود إلى الصاحبين أبي يوسف ومحمد وان اختلفا مع شيخهما في كثير من الآراء وبخاصة الإمام محمد الذي خالف أستاذه في ثلثي مذهبه . وهناك عدد كثير من التلاميذ والأتباع عرفهم القرن الثاني والثالث وبلغوا في العلم مبلغاً طيباً . مواطن انتشار المذهب الحنفي انتشر في العراق أولاً ، ولعل اعتناق الدولة العباسية هذا المذهب واسنادها القضاء إلى الإمام أبي يوسف أول تلاميذ أبي حنيفة الذي كان لا يولي القضاء في الدولة إلا من كان حنفي المذهب السبب الأكبر في انتشاره في العراق وسائر أقاليم الدولة الإسلامية كفارس ومصر والشام والمغرب ، وفي عهد الدولة العثمانية كان المذهب الحنفي هو مذهب الدولة الرسمي في كل الولايات التي تخضع لحكمها وساعد هذا على انتشار المذهب ، وما تزال معظم الدول التي حكمها العثمانيون تتمذهب بالمذهب الحنفي حتى الآن كتركيا والعراق وبلاد الشام ، وينتشر أيضاً في العصر الحاضر في الهند ومصر وبخاصة في إقليم الصعيد . كتب المذهب الحنفي تعد كتب ظاهر الرواية التي ألفها الإمام محمد بن الحسن المصدر الاول للفقه الحنفي ، وقد اختصر هذه الكتب الحاكم الشهيد أبوالفضل محمد بن أحمد المروزي في كتابه الكافي ، ولهذا المختصر أهمية خاصة في المذهب ، لانه جمع مسائل كتب الإمام محمد بعد حذف المكرر منها ومن ثم شرحه عدد من الفقهاء ، وجاء شرح الإمام أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي في كتابه المبسوط موسوعة فقهية في المذهب الحنفي طبعت في ثلاثين جزءاً من القطع الكبير ، واما كتاب تحفة الفقهاء لعلاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي فهو من الكتب المهمة في المذهب الحنفي تجنب فيه مؤلفه الطول الممل والإيجاز المخل ، ورتب الأبواب والمسائل ترتيباً منطقياً وهذا الكتاب لا يخلو من الإشارة أحياناً إلى بعض آراء الإما الشافعي أو الإمام مالك . ولعلاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني شرح على تحفقة الفقهاء ، وهذا الشر يتسم بالدقة في التبويب والتفريع وأسماه بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ، وعلل لهذا التسمية بأن كتابه صنعة بديعة وترتيب عجيب وترصيف غريب ، لكن هذا الكتاب لم يخدم الخدمة العلمية التي تتناسب مع مكانته في الفقه الإسلامي بوجه عام والفقه الحنفي بوجه خاص فقد عرض فيه الكاساني للخلاف بين الفقهاء الأحناف ، وغيرهم من فقهاء المذاهب الأخرى مع الإستدلال لكل الآراء والترجيح بينها ، ومن ثم يدخل هذا الكتب في مجال الدراسة الفقهية المقارنة وإن كان عمدة في الفقه الحنفي . أما بالنسبة للمتون الفقهية ، فهناك خمسة متون معتمدة في المذهب عند المتأخرين وهي :
مختصر القدوري لأبي الحسين أحمد بن محمد القدوري
الوقاية لبرهان الشريعة لمحمود بن أحمد
المختار لأبي الفضل مجد الدين عبدالله بن محمود الموصلي
مجمع البحرين لمظفر الدين أحمد بن علي المعروف بابن الساعاتي
كنز الدقائق لأبي البركات حافظ الدين عبدالله بن أحمد بن محمود النسفي ولهذه المتون شروح وتعليقات ، ومن اهمها كتاب البحر الرائق للشيخ زين الدين بن ابراهيم بن محمد الشهير بابن نجيم وهو شرح لكنز الدقائق ويعد من المصادر المهمة في الفقه الحنفي . اصطلاحات المذهب الحنفي ظاهر الرواية : ويقصد به في الغالب ، قول أئمة الحنفية الثلاثة أبو حنيفة أبو يوسف ومحمد ، كما تطلق على مؤلفات الإمام محمد بن الحسن التي رويت عنه روايات مشتهرة بطريق الثقات .
الإمام : الإمام أبو حنيفة
الشيخان : أبو حنيفة وأبو يوسف
الطرفان : أبو حنيفة ومحمد بن الحسن
الصاحبان : أبو يوسف ومحمد بن الحسن
الثاني : أبو يوسف
الثالث : محمد بن الحسن
لفظ ( له ) : يراد به أنه للإمام أبي حنيفة
لفظ (لهما ، عندهما ، مذهبهما) أي مذهب الصاحبين
أصحابنا : يطلق على الأئمة الثلاثة
المشايخ : من لم يدرك إمام المذهب
المتون : متون الحنفية المعتبرة مثل كتاب مختصر القدوري والبداية والنهاية والمختار والوقاية والكنز . المذهب المالكي
الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي ولد في المدينة سنة 93 للهجرة على الرأي الراجح ، وعاش فيها وطلب العلم على علمائها ولما شهد له شيوخه بالحديث والفقه جلس للرواية والفتيا وقد روى عنه أنه قال : ما جلست حتى شهد لي سبعون شيخاً من أهل العلم أني موضع لذلك . أجمع الناس على أنه إمام في الحديث موثوق بصدق روايته ، وقال بعضهم أصح حديث ما يرويه مالك عن نافع عن ابن عمر ، ثم مالك عن الزهري عن سالم عن ابن عمر ، ثم مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ، وكان مالك إلى جانب إمامته في الحديث إماماً في الفقه . لم يدون الإمام مالك أصول مذهبه وقواعده في الإستنباط ويعد كتاب (الموطأ) وهو كتاب حديث وفقه أهم أثر علمي لهذا الإمام ، وقد أقام الإمام مالك بالمدينة ولم يرحل عنها ، وهذا ما جعل معظم حديثه يدور على ما رواه الحجازيون ، وقلما نجد في موطئه ذكراً لغيرهم ، وكان له مع بعض أئمة عصره كأبي حنيفة والليث مناقشات ومراسلات ، توفي بالمدينة سنة 179 للهجرة . أصول المذهب المالكي
القرآن الكريم ، ثم السنة النبوية ، ثم إجماع الصحابة ، ويقوم أيضاً على القياس ، بيد أن أهمية القياس في المذهب المالكي ليست كأهميته في المذهب الحنفي . ويخالف الإمام مالك كل الأئمة في الأخذ بعمل أهل المدينة ، وقد جاء في كتابه للإمام الليث : فإنما الناس تبع لأهل المدينة إليها كانت الهجرة وبها تنزل القرآن وأحل الحلال وحرم الحرام ، إذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم يحضرون الوحي والتنزيل ، ويأمرهم فيطيعونه ، ويسن لهم فيتبعونه . وخلاصة الرأي في عمل أهل المدينة أنهم اذا اتفقوا على مسألة ، واتفق مع العمل علماؤها فهذا العمل حجة يقدم على القياس ، بل ويقدم على الحديث الصحيح ، أما اذا لم يكن عملاً إجماعياً ، بل عمله أكثرهم فهذا العمل أيضاً حجة يقدم على خبر الواحد ، لأن العمل بمنزلة الرواية الأكثر ، فإذا جاء خبر واحد يخالفهم كان الراجح أنه مسنوخ . ومما يتصل بعمل أهل المدينة الأخذ بفتوى الصحابي على أنها حديث يجب العمل به . ومن أصول المذهب المالكي أيضاً الإجماع والمصلحة المرسلة وسد الذرائع والعرف والإستصحاب والإستحسان وقد توسع في العمل بالمصلحة حتى نسب إليه وحده العمل بها . تلاميذ الإمام مالك
ابن القاسم : عبدالرحمن بن القاسم ولد سنة 128 للهجرة وطالت صحبته للإمام مالك ولهذا كان أعلم أصحاب الإمام بفقهه ، وهو أحد رواة الموطأ ، توفي بمصر سنة 191 للهجرة . ابن وهب : أبو محمد عبدالله بن وهب بن مسلم القرشي ولد سنة 125 للهجرة روى عنه ابن جريج وعمر بن الحارث وتفقه بمالك والليث وسفيان بن عيينه ، وقد رحل إلى الإمام مالك سنة 148 للهجرة ولم يزل في صحبته حتى توفي هذا الإمام ، وكان الإمام مالك يحبه ويجله كثيراً ويكتب إليه ، إلى عبدالله بن وهب فقيه مصر ، ولم يكن يفعل هذا لغيره ، وقد نشر ابن وهب مذهب مالك في مصر والمغرب وتوفي سنة 197 للهجرة . أشهب : أشهب بن عبدالعزيز القيسي العامري ولد سنة 140 للهجرة وتفقه بمالك والمدنيين ، وانتهت إليه رئاسة العلم بمصر بعد ابن القاسم ، وكان وابن القاسم كفرسي رهان فالمنافسة بينهما شديدة ، وكان ابن عبدالحكم الفقيه المالكي يفضل أشهب على ابن القاسم . توفي سنة 204 للهجرة ، وكانت وفاته بعد الإمام الشافعي بثمانية عشر يوماً . ابن عبد الحكم : أبو محمد عبدالله بن عبد الحكم ولد سنة 155 للهجرة وسمع من مالك الموطأ وروى عن الليث وابن لهيعة وابن عيينة وآخرين وكان صديقاً للإمام الشافعي وعيه نزل فأكرم مثواه وبلغ الغاية في بره ، له مؤلفات من أهمها المختصر الكبير والأوسط والصغير ، وفضائل عمر بن عبد العزيز والمناسك ، توفي سنة 214 للهجرة . أسد بن الفرات : أصله من نيسابور ، ونشأ في تونس ثم رحل إلى الإمام مالك في المدينة ، وتلقى عنه الموطأ ثم ذهب إلى العراق وأخد عن الإمام محمد بن الحسن ، ورجع إلى مصر وعرض على ابن القاسم ما تلقاه من فقه العراق فأفتاه بمذهب مالك فيها . قاد الجيش الذي خرج لغزو صقلية ومات وهو يحاصر سرقوسة سنة 213 للهجرة ، وفيه قال الشافعي : ما رأيت بمصر أعلم باختلاف الناس من أسد بن الفرات . أصبغ : أصبغ بن الفرج بن سعيد ، ولد سنة 150 للهجرة بمصر ، ورحل إلى مالك بالمدينة فدخلها يوم مات فأخذ عن ابن القاسم وابن وهب وأشهب ، وروي أنه كان من أعلم خلق الله برأي مالك في المسائل . له من المؤلفات آداب القضاء وتفسير غريب الموطأ وآداب الصيام والرد على أهل الأهواء ، توفي بمصر سنة 225 للهجرة . عيسى بن دينار : قرطبي أندلسي ، رحل إلى ابن القاسم فأخذ عنه ، وكان ابن القاسم يجل تلميذه ويصفه بالفقه والورع ، وقد بلغ ابن دينار في العلم مكانة عالية ، وكان فقيه الأندلس في عصره ، وعليه تدور الفتوى زكان مع علمه الغزير عابداً ناسكاً وتوفي بطليطلة سنة 212 للهجرة . سحنون : عبدالسلام بن سعيد التنوخي ، لقب بسحنون وهو طائر قوي البصر ، لحدته في مسائل الفقه ، وقد تفقه في القيروان ثم رحل إلى مصر ثم إلى المدينة ، وسمع من ابن القاسم وابن وهب وأشهب ، ولم يسمع من الإمام مالك . اجتمع فيه الفقه والورع والصرامة في الحق والزهادة في الدنيا فكان خشن الملبس والمطعم وكان لا يقبل من السلطان شيئاً . صنف المدونة التي اعتمد في تصنيفها على الأسدية وأصبحت عمدة المذهب المالكي ومصدره الأولى يعد الموطأ . ولد سحنون سنة 160 للهجرة وتوفي سنة 240 للهجرة . هؤلاء أهم تلاميذ الإمام مالك ، ويلاحظ أن منهم من لم تكن له تلمذته لهذا الإمام تلمذة مباشرة ، وهناك كثير من التلاميذ لا يتسع المجال لذكرهم ... . مواطن انتشار المذهب المالكي الإمام مالك عاش حياته كلها في المدينة كما ذكرنا ، لذلك غلب على أهل الحجاز هذا المذهب ، ثم انتقل على أيدي التلاميذ إلى مصر والمغرب العربي وبلاد الأندلس .وما يزال المذهب المالكي حتى الآن في مصر وخاصة في الصعيد ، والمغرب العربي ، والسودان وسائر أفريقيا أيضاً ، وفي بعض دول الجزيرة التي تطل على الخليج العربي أتباع للمذهب المالكي أيضاً ، بل إنه مذهب الدولة في الكويت والإمارات وإن كان عماة الناس يميلون إلى المذهب الحنبلي . كتب المذهب المالكي يعد كتاب الموطأ للإمام مالك المصدر الأول في المذهب وهو كتاب فقه وحديث وله أكثر من رواية وأشهر المتداول من روايات الموطأ المطبوعة رواية يحيى بن يحيى الليثي المصمودي الأندلسي (ت: 234هـ) ورواية محمد بن الحسن الشيباني. ولقي الموطأ من العلماء اهتماماً كبيراً وعناية بالغة فمنهم من اختصره وشرحه ومنهم من ألف في رجاله وفضله ومنهم من ألف في اتفاقات نسخه واختلافها. ومن الشروح التي فصلت القول في الموطأ حديثاً وفقهاً (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر الأندلسي (ت: 463هـ) (والاستذكار لمذهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار) لابن عبد البر أيضاً والكتاب الأول خصه مؤلفه لما ورد عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الحديث متصلاً أو منقطعاً أو موقوفاً دون ما في الموطأ من الآثار والآراء وأفرد الكتاب الثاني لشرح وتحليل الآراء والآثار التي وردت في الموطأ والكتابان معاً دراسة متكاملة في أحاديث الموطأ وفقهه. ومن الشروح المهمة المنتقى لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي (ت: 474هـ) وتنوير الحوالك على موطأ مالك لجلال الدين السيوطي (ت: 911هـ) وشرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك لمحمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المصري (ت: 1122هـ). وكتب بعد إمام المذهب فقهاء كثيرون في الفقه المالكي ولكن الظاهرة التي تستلفت النظر أنه في قرن واحد وهو القرن الثالث الهجري ظهرت مدونات تعرف بالأمهات في المذهب وتأتي مدونة الإمام سحنون في مقدمة هذه المدونات وقد أشرنا إليها في الفصلين الثاني والخامس من الباب الثاني فهو الكتاب الأول في الفقه المالكي بعد الموطأ ومن ثم إذا أطلق الكتاب عند المالكية فالمراد به هذه المدونة. وأصل مدونة سحنون الأسدية التي دونها أسد بن الفرات بالتلقي عن ابن القاسم الذي لازم مالكاً نحو عشرين سنة وأخذ أيضاً عن غيره من العلماء. وكرر الإمام سحنون النظر فيما أخذه عن أسد فهذب ورتب وذيل الأبواب بالأحاديث والآثار وأضاف إلى ما أخذه خلاف كبار أصحاب مالك له ولهذا أقبل الناس على مدونة سحنون وهجروا الأسدية وأصبحت لهذه المدونة تلك المنـزلة الفريدة في المذهب. وأما المدونات الأخرى التي تعرف بالأمهات فهي: الواضحة في السنن والفقه لعبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون المتوفى سنة 238هـ.
المستخرجة أو العتبية على الموطأ لمحمد العتبي ابن أحمد بن عبد العزيز القرطبي المتوفى سنة 254هـ.
الموازية لمحمد بن إبراهيم بن زياد المعروف بابن المواز المتوفى سنة 281هـ. لهذه المدونات الثلاثة مع مدونة سحنون تعرف في المهذب المالكي بالأمهات الأربع فهي مصادره الأولى وعليها المعول في دراسة فقه المذهب. وفي المذهب المالكي مختصرات ومتون كما في سائر المذاهب وأهم المختصرات في هذا المذهب:
رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
مختصر الشيخ خليل. وقد ذكرنا في الفصل الخاص بالفقه المذهبي والفقه المقارن أن رسالة ابن أبي زيد اختصار لمدونة سحنون وهي في الفقه بمعناه العام الذي كان يطلق عليه في صدر الإسلام وأن الشيخ خليل بن إسحاق المالكي قد اختصر ما كتبه ابن الحاجب الذي اختصر بدوره ما كتبه البرادعي وهو من أصحاب أبي زيد وما كتبه اختصار لرسالة القيرواني. وقد ذكرنا أيضاً أن على رسالة ابن أبي زيد شروح كثيرة من أهمها شرح للعالم الزاهد والفقيه الصوفي العابد أحمد بن أحمد بن أحمد بن عيسى المعروف بزروق والمتوفى سنة 899هـ ويتحدث هذا العالم في مقدمة شرحه عن الرسالة وأهميتها وعن مدى اهتمام العلماء بها فيقول (وإن رسالة ابن أبي زيد شهيرة المناقب والفضائل غزيرة النفع في الفقه والمسائل) ولم تزل الناس يشرحونها على مر السنين والدهور والعلماء يتداولونها ويتبادلون ما فيه من مشكل الأمور نحواً من خمسمائة سنة ولم تنقص لها حرمة ولا طعن فيها عالم معتبر في الأمة حتى لقد ذكر أنها منذ وجدت إلى الآن يخرج لها كل سنة شرح وتبيان. وأما مختصر الشيخ خليل فهو الكتاب المعتمد عند المتأخرين من المالكية ومن ثم شرحه كثير من الفقهاء وكتبت على بعض شروحه الحواشي والتعليقات ومن هذه الشروح:
مواهب الجليل لشرح مختصر الشيخ خليل لأبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن المكي المعروف بالحطاب (ت: 954هـ) وهذا الشرح من أشهر كتب المذهب وأكثرها اعتماداً في فقهه.
شرح الزرقاني على مختصر خليل لعبد الباقي بن يوسف الزرقاني (ت: 1099هـ) وهذا الشرح من الشروح المعبرة في المذهب وعليه أكثر من حاشية.
الخرشي على مختصر سيدي خليل لمحمد بن عبد الله بن علي الخرشي (ت: 1101هـ) وعلى هذا الشرح حاشية لعلي بن أحمد الصعيدي العدوي وهي حاشية موسعة تعرف بحاشية العدوي. الشرح الكبير على مختصر سيدي خليل لأحمد بن محمد بن أحمد بن أبي حامد العدوي الشهير بالدردير (ت: 1201هـ) وعلى هذا الشرح حاشية شهيرة لمحمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي (ت: 1230هـ) تعرف بحاشية الدسوقي. مصطلحات المالكية
المذهب : مذهب الإمام مالك
المشهور : مشهور مذهب الإمام وفي ذلك إشعار بخلاف في المذهب
بالمشهور : ما كثر قائله
إذا قيل : (قيل كذا) أو (اختلف في كذا) أو (في كذا قولان فأكثر) أي إن هناك اختلافاً في المذهب
روايتان : أي عن الإمام مالك
الكتاب : أي مدونة سحنون المذهب الشافعي
مؤسس هذا المذهب و إمامه: أبوعبدالله محمد بن إدريس الشافعي القرشي المطلبي. و لد هذا الإمام في (غزة) سنة (150 هـ)، و هو العام الذي مات فيه أبوحنيفة –رحمه الله-، توفي والد الشافعي و هو صغير، فحملته أمه إلى مكة حيث نشأ فيها، و قد حفظ القرآن في صباه، ثم خرج إلى هذيل بالبادية فحفظ كثيرا من شعر الهذليين، و عاد إلى مكة فلزم مسلم بن خالد الزنجي، و هو شيخ الحرم و مفتيه، فأخذ عنه الفقه حتى أذن له بالإفتاء، ثم رحل إلى المدينة، و تتلمذ للإمام مالك –رحمه الله-، و قد اضر للعمل، نظرا لفقره، فتولى عملا باليمن، بيد أنه اتهم و هو باليمن مع غيره بالتآمر ضد الدولة العباسية، و حمل إلى بغداد، و كاد يقتل لولا شهادة محمد بن الحسن له، و موقف حاجب الرشيد الفضل بن الربيع الذي دافع عنه، فأطلق الرشيد سراحه، و أمر بوصله. و كانت هذه المحنة مصدر خير للشافعي؛ إذ توثقت صلته بعدها بالإمام محمد بن الحسن، وأخذ عنه فقه العراق و جرت له مع هذا الإمام مناقشات و مناظرات، ثم عاد الشافعي إلى مكة و لكنه ما لبث أن قدم العراق سنة(195 هـ)، و أخذ يملي كتبه التي كتبها في مذهبه القديم، ومن اهمها كتاب (الحجة) و (الرسالة). و في سنة (199 هـ) سافر إل مصر، و فيها ظهرت مواهب الشافعي و مقدرته الكلامية، فأملى على تلاميذه المصريين كتبه في مذهبه الجديد الذي كتبه أو رواه تلاميذه في مصر عنه. و لم يزل الشافعي بمصر بعد سفره إليها حتى توفي بها سنة (204 هـ). أصول المذهب الشافعي يختلف الشافعي عن أئمة المذاهب في أن كتب كتبه بنفسه و أملاها على تلاميذه، و كان إملائه في بعض الأحيان من ذاكرته، و كما يختلف عنهم أيضا في أنه نشر مذهبه بما قام به من الرحلات، و لم يعرف هذا لغيره من الأئمة، فتلاميذهم هم الذين دونوا آرائهم، ونشروا مذاهبهم. وأصول المذهب الشافعي مدونة في (الرسالة، و الأم)، واختلاف الحديث، ففي الأم يقول: و العلم طبقات شتى: الأولى: الكتاب و السنة إذا ثبتت السنة، ثم الثانية: الإجماع فيما ليس فيه كتاب ولا سنة، و الثالثة: أن يقول بعض أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- و لا نعلم له مخالفا منه، و الرابعة: اختلاف أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- في ذلك، و الخامسة: القياس على بعض الطبقات، و لا يصار إلى شيء غير الكتاب و السنة و هما موجودان، و إنما يؤخذ العلم من أعلى". فأصول الأحكام لدى الشافعي من هذا النص خمسة، مرتبة على خمس مراتب كل مرتبة مقدمة على ما بعدها: المرتبة الأولى: الكتاب و السنة إذا ثبتت، فالسنة مع الكتاب في مرتبة واحدة فهي في كثير من الأحوال مبينة لهن مفصلة لمجمله. و المرتبة الثانية: الإجماع فيما ليس فيه كتاب و لا سنة، و المراد بالإجماع إجماع الفقهاء. و أما المرتبة الثالثة: فقول بعض أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- رأيا من غير أن يعرف أن أحدا خالفه. و المرتبة الرابعة: اختلاف أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في المسألة، فيؤخذ من قول بعضهم ما هو أقرب إلى الكتاب و السنة. و المرتبة الخامسة: القياس على أمر عرف حكمه بواحد من المراتب الأربعة السابقة. و قد دافع الشافعي في (رسالته) و في اختلاف الحديث دفاعا مجيدا عن العمل بخبر الواحد الصحيح، كما تحدث في الرسالة عن القياس حديثا لم يسبق به، و كان موقفه منه موقفا وسطا لم يتشدد فيه تشدد مالك، و لم يتوسع فيه توسع أبي حنيفة. و قد أنكر الشافعي (الاستحسان)، و هاجم القائلين به هجوما عنيفا، و هو يعني بالاستحسان مجرد الرأي من غير أن يكون مستندا إلى أصل شرعي.
و الحقيقة أن ما أنكره الشافعي ليس هو الاستحسان الي توسع فيه الأحناف و أخذ به المالكية، و إنما يرجع إلى الأخذ بأقوى الدليلين أو ترجيح بعض الأدلة على بعض، و هو بهذا المعنى يدخل في الأدلة التي يأخذ بها الشافعي.
كذلك أنكر الشافعي الاحتجاج بعمل أهل المدينة، ورد المصالح المرسلة، واستغنى عنها بما سماه (المناسبة)، أي أن يكون هناك مشابهة بين ما يسمى بالمصلحة المرسلة) و المصلحة المعتبرة) بإجماع أو نص، و من ثم تكون لديه وجها من وجوه القياس فلا تكون أصلا قائما بذاته.
و لا يحتج الشافعي بأقوال الصحابة، لأنها تحتمل أن تكون عن اجتهاد يقبل الخطأ. و الشافعي بمنهجه الأصولي كان وسطا بين الحنفية و المالكية، فهو يتسع في الاستدلال بالحديث أكثر ما فعل أبوحنيفة و مالك، كما أنه حد من الرأي و القياس و ضيق دائرة الأخذ بها، و من ثم عدل بعض أهل الرأي عن مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي، كذلك كان أهل الحديث أميل إلى هذا الإمام، و لا غرو إن كان من أنصاره الإمام أحمد بن حنبل و إسحاق بن راهويه و غيرهما من كبار المحدثين.
و بهذا المنهج الأصولي قرب الشافعي بين مدرستي (الرأي) و (الحديث) أكثر مما فعل سواه من الفقهاء، و هو إلى هذا أفحم الذين هاجموا السنة وفند مزاعمهم ورد كيدهم إلى نحورهم، فضلا عن سيقه في تدوين الأصول، و لذا يعد هذا الإمام (مجمد القرن الثالث). تلاميذ الشافعي للشافعي تلاميذ كثر منهم العراقي و الحجازي و المصري، نكتفي هنا بذكر أشهرهم و هم: البويطي : و هو يعقوب يوسف بن يحي البويطي، نسبة إلى (بويط) قرية في صعيد مصر، و هو من أكبر تلاميذ الشافعي، و هو خليفته في حلقته من بعده، و كان الشافعي يعتمد عليه في الفتيا. و كان من العباد القوامين الصوامين، و قد سجن في بغداد في محنة القول بخلق القرآن، و كان هو في السجن إذا كان يوم الجمعة من كل أسبوع غسل ثيابه واغتسل و تطيب فإذا سمع النداء إلى صلاة الجمعة مشى إلى باب السجن، فيقول له السجان: إلى أين؟، فيقول: أجيب داعي الله، فيقول له: ارجع رحمك الله، فيقول البويطي: اللهم إني أجبت داعيك فمنعوني. و قد مات في سجنه سنة (264 هـ). المزني : هو أبو إبراهيم إسماعيل بن يحي، ولد سنة (175 هـ)، و هو مصري طلب العلم منذ صغره، و لما جاء الشافعي إلى مصر اتصل به و تفقه عليه، حتى قال الشافعي فيه: (المزني ناصر مذهبي).و هو يعد فقيها مجتهدا مطلقا، لما عرف له من اختيارات خالف فيها إمامه، و قد ألف كتبا كثيرة من أهمها: المختصر الصغير) الذي نشر به المذهب، و الذي كان يقرأ أو يعول عليه في الشرح و الفتوى، و كتاب الجامع الكبير، و الجامع الصغير، و المنثور، و المسائل المعتبرة، توفي سنة (264 هـ). الربيع المرادي : هو الربيع بن سليمان بن عبد الجبار، ولد بالجيزة بمصر سنة (174 هـ)، صاحب الشافعي و راوي كتبه، كان ثقة ثبتا، روى عنه أبو داود و النسائي وابن ماجه و الترمذي و الطحاوي. و الربيع المرادي هو الذي روى كتب الإمام و عن طريقه وصلتنا (الرسالة) و (الم) و غيرهما، فالدارسون و الباحثون في المذهب الشافي مدينون للربيع الذي طالت صحبته للشافعي و أحبه الشافعي حتى قال له: لو أمكنني أن أطعمك العلم لأطعمتك، توفي سنة (270 هـ). حرملة : هو أبو حفص حرملة بن عبدالله التجيبي المصري، ولد سنة (166 هـ) و روى عن الشافعي، و أكثر ما رواه عن ابن وهب، روى عنه مسلم و ابن ماجه و أثنى عليه ابن معين و غيره. من تصانيفه : المبسوط و المختصر، توفي سنة (243 هـ). الكرابيسي : هو أبو علي الحسين بن علي بن زيد الفقيه البغدادي، تفقه أولا على مذهب أهل الرأي، و لما قدم الشافعي بغداد سمع منه و تفقه عليه فانتقل إلى مذهبه. قال الزعفراني: و كان الكرابيسي من متكلمي أهل السنة، أستاذا في علم الكلام كما هو أستاذ في الحديث و الفقه، و كان أحفظ أصحاب الشافعي لمذهبه، توفي سنة (245 أو 248 هـ). مواطن انتشار المذهب الشافعي سبق أن ذكرنا أن الشافعي نشر مذهبه بنفسه‘ فهو برحلاته و تنقلاته بين الحجاز و العراق و مصر، نشر آرائه و فقهه في هذه الأقطار، و قام تلاميذه، من بعده بنشر مذهبه في بلاد أخرى، و تعرض هذا المذهب عبر التاريخ كما تعرض غيره من المذاهب للمد و الجزر في العالم الإسلامي، و هو الآن يسود في مصر، و أندنوسيا و ماليزيا، و جنوب شرق آسيا برجه عام، كما أن له في اليمن وجودا يكاد يضارع وجود المذهب الزيدي، و له وجود أيضا في العراق و الشام، و بعض أقطار الجزيرة العربية كعمان، و لكن ليس لو وجود يذكر في المغرب العربي. كتب المذهب الشافعي الإمام الشافعي هو الإمام البذي دون آراءه و فقهه بنفسه، و لم يفعل هذا إمام سواه من أئمة المذاهب، و من ثم كانت كتب الشافعي هي المصدر الأول للمذهب، و على رأس هذه الكتب: "كتاب الأم": و هذا الكتاب موسوعة فقهية اشتملت على كل أبواب الفقه المعروفة من عبادات و معاملات، بالإضافة إلى عدة كتب ناقش فيها الشافعي بعض فقهاء العراق و غيرهم في قضايا أصولية و فقهية. و لهذه الموسوعة خصائص منهجية و أسلوبية تنفرد بها، فهي تتميز بجزالة اللفظ و الجواب، و الجمع بين الفروع و الأصول، و لهذا يمثل كتاب (الأم) فقه الشافعي أصدق تمثيل، و يعبر عن عمق البحث الفقهي و شموله لدى هذا الإمام أوفى تعبير. و بعد الشافعي كتب تلاميذه، و فقهاء المذهب على مدة عدة قرون مؤلفات كثيرة منها:
مختصر المزني : لأبي إبراهيم إسماعيل بن يحي المزني (ت: 264 هـ) و المزني كما أشرنا من قبل اتصل بالشافعي و تفقه عليه، و قال فيه إمامه (بأنه ناصر مذهبي)، و كان مجتهدا مطلقا، و هو أول من صنف في مذهب الشافعي، و يعد كتابه المختصر من أهم مصنفاته، و قد قال في مقدمته ... قال أبو إبراهيم إسماعيل بن يحي المزني –رحمه الله- : اختصرت هذا الكتاب من علم محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله، و من معنى قوله، لأقربه على من أراده مع إعلاميه نهيه عن تقليده و تقليد غيره، لينظر فيه لدينه و يحتاط فيه لنفسه و بالله التوفيق.
المهذب : لأبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي (ت: 476 هـ) و قد ذكر فيه أصول مذهب الشافعي بأدلتها، و ما تفرع على أصوله في المسائل المشكلة بعللها. و قد شرح (المهذب) الإمام النووي في كتابه (المجموع)، و هو موسوعة في الفقه المقارن، و سترد الإشارة إليه في الحديث عن كتب هذا الفقه.
التنبيه في فروع الشافعية : و هو من تأليف صاحب المهذب، و هذا الكتاب أحد الكتب الخمسة المشهورة و المتداولة بين المتقدمين من الشافعية و هي: مختصر المزني، و المهذب، و التنبيه، والوسيط، و الوجيز. و على التنبيه شروح و مختصرات تربى على المائة ، كما قال صاحب (كشف الظنون).
نهاية المطلب في دراية المذهب : لإمام الحرمين عبدالملك بن عبدالله الجويني (ت: 478 هـ)، و هو موسوعة في فقه الشافعي لم يصنف في المذهب مثله كما قال السبكي، و يتعرض الجويني في كتابه إلى آراء الفقهاء من المذاهب الأخرى، و لذا يعد كتاب نهاية المطلب من كتب (الفقه المقارن)، كما يعد من (أمهات) كتب المذهب الشافعي.
البسيط في فروع الفقه : لأبي حامد محمد بن محمد الغزالي (ت: 505 هـ) و هو كالمختصر لنهاية المطلب لشيخه إمام الحرمين.
الوسيط في فروه المذهب : لغزالي، و هو مختصر من البسيط، و قد عمد فيه أبو حامد إلى حذف الأقوال الضعيفة، و التفريعات الشاذة.
الوجيز في فقه الإمام الشافعي : للغزالي أيضا، و هو مأخوذ من البسيط و الوسيط مع بعض الزيادات، و من ثم ألف كتاب آخر سماه (الخلاصة). و فيه قال الشاعر: هذب المهذب حبر أحسن الله خلاصه ببسيط و وسيط و وجيز و خلاصه
المحرر : لأبي القاسم عبدالكريم بن محمد الرافعي (ت: 623 هـ) و هو عمدة في تحقيق المذهب، و هو مقتبس من كتاب الوجيز للغزالي، و قد اشتغل به العلماء شرحا واختصارا و تدريسا، و من شروحه كتاب "كشف الدرر في شرح المحرر" لشهاب الدين أحمد بن يوسف السندي الحصكفي (ت: 895 هـ).
فتح العزيز : في شرح الوجيز لصاحب المحرر، و قد شرح فيه الرافعي كتاب (الوجيز) للإمام الغزالي، و وضح فقه المسائل كما كشف عما انغلق من الألفاظ و دق من المعاني. للإمام أبي زكريا محيي الدين بن شرف النووي (ت: 676 هـ) عدة مؤلفات في المذهب لها أهميتها و قيمتها، و إن جاءت اختصارا أو شرحا لكتب أخرى، و لكن للنووي مع هذا إضافاته و تحقيقاته العلمية النفيسة، و من هذه المؤلفات: الروضة في الفروع، و قد اختصره النووي من كتاب (فتح العزيز) للرافعي، و كتاب منهاج الطالبين للنووي، و هو اختصار لكتاب (المحرر) الذي ألفه الرافعي. و على منهاج الطالبين عدة شروح منها: تحفة المحتاج لشرح المنهاج لابن حجر الهيثمي (ت: 974 هـ)، و كتاب (مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج) للشربيني الخطيب (ت: 977 هـ)، و نهاية المحتاج شرح المنهاج لابن حمزة الرملي (ت: 1004 هـ). و من المتون المعتبرة في المذهب الشافعي: "متن الغاية و التقريب" المشهور ب(متن أبي شجاع): لأحمد بن الحسين بن أحمد أبي شجاع شهاب الدين أبي الطيب الأصفهاني (ت: 593 هـ) فهذا المتن من خير كتب المذهب شكلا و مضمونا، فهو على صغر حجمه قد اشتمل على جميع أبواب الفقه و معظم أحكامه و مسائله في العبادات و المعاملات و غيرها، مع سهولة العبارة، و جمال اللفظ و حسن التركيب، إلى جانب ما امتاز به من تقسيمات موضوعية تسهل على المتفقه في دين الله إدراكه واستحضاره.و لما امتاز به هذا المتن أقبل عليه طلاب العلم و العلماء قديما و حديثا بالحفظ و الدرس و الشرح، و من العلماء الذين شرحوا متن "الغاية و التقريب" الشربيني الخطيب صاحب (مغني المحتاج)، في كتابه "الإقلاع في حل ألفاظ أبي شجاع"، و تقي الدين الحسيني الدمشقي في كتابه "كفاية الأخيار" و أبو الفضل ولي الدين البصير في كتابه "النهاية". مصطلحات الشافعية
الأظهر: أي من قولين أو أقوال للإمام الشافعي، قوي الخلاف فيهما أو فيها و مقابله (ظاهر) لقوة مدرك كل.
المشهور: أي من قولين: أو أقوال للشافعي لم يقو الخلاف فيهما أو فيها و مقابله (غريب) لضعف مدركه.
الأصح: أي من وجهين أو أوجه، و لكن لم يقو الخلاف بين الأصحاب و مقابله ضعيف؛ لفساد مدركه.
المذهب: مدلوله أن المفتى به هو ما عبر عنه بالمذهب.
النص: أي نص الشافعي. و مقابله وجه ضعيف أو مخرج.
الجديد: هو ما قاله الشافعي في مصر تصنيفا أو إفتاء.
الشيخان: هما الرافعي و النووي. المذهب الحنبلي إمام هذا المذهب، هو الإمام أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، و لد في بغداد سنة (164 هـ)، و نشأ فيها و بعد أن حفظ كتاب الله أقبل على السنة يستظهرها و يرويها عن الأعلام في عصره كسفيان بن عيينه و الشافعي، حتى صار إمام المحدثين في عصره. و قد تفقه على الشافعي حين جاء إلى بغداد، ثم أصبح مجتهدا مستقلا و برز على أقرانه بحفظ السنة النبوية، واشتهر بالذب عنها و جمعها و كتابه المسند الذي حوى أكثر من أربعين ألف حديث خير شاهد على ذلك.
وامتحن ابن | |
|
منارm نائب المدير
عدد الرسائل : 262 العمر : 33 العمل/الترفيه : طالبة الهوايات : القراءة اعلام : المزاج : الهوية : تاريخ التسجيل : 01/01/2010 عدد المواضيع : 430 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: بالتفصيل . المذهب الحنفي المالكي الشافعي الحنبلي 11th أغسطس 2010, 12:21 pm | |
| باارك الله فيك
وجزاك عنا خيرا
| |
|